خاص – الرقة تذبح بصمت
لم تكتف داعش من قتل العملية التدريسية في مدينة الرقة , وتحطيم جيل كامل وحرمه من ابسط الحقوق التي باتت متوفرة حتى في دول العالم الرابع , ليستمر نهج داعش بنشر ثقافة التخلف والارهاب بعد اطفاء سراج العقل .
فبعد ايقاف التعليم واصدار منهج جديد , اهم مواده واكثفها رسالة لمحمد بن عبد الوهاب مؤسس الفكر السلفي” الوهابي” مع اهمال جميع الجوانب العلمية والادبية في المنهج والتركيز على فكر “التوحيد والجهاد” في المراحل الابتدائية من السلسلة التعليمية , اصدرت داعش تعميماً جديداً يأمر فيه المعلمين وموظفي السلك التدريسي بالقدوم إلى مساجد تم تحديدها من قبل التنظيم , لإعلان التوبة مما اسمته داعش “تبعيتهم للنظام التعليمي النصيري الكافر” وكأنما المعلمون عناصر لدى ميليشيات الأسد , أو أن الكتب التي كان ابناء سورية يتعلمون بها هي عبارة عن مناهج , قام بشار ونظامه بكتابتها بيدهم , دون علم أن مستوى التعليم كان في سوريا يحظى بمراتب متقدمة عالمياً , قبل قدوم قطعان داعش وارجاع مسيرة التعليم الى ماقبل عصور الظلام .
وتأتي الطامة الكبرى في اعتبار المعلمون الذي باتوا بين نار حقد النظام مع سكينة داعش , فبمجرد ان المعلم اليوم يقطن في اماكن التنظيم , يتم ايقاف راتبه من قبل النظام وحرمانه من مصدر رزقه الذي يعتاش منه , دون تعويضه براتب , او عدم اعلان الاستتابة , ليتم اعتباره مرتدا وكافراً بنظر التنظيم ويجب قتله او معاقبته .
واستولى التنظيم على املاك عدّة معلمين من ابناء محافظة الرقة , المقيمين بأماكن خارجة عن سيطرة التنظيم , واعتبارهم كفرة واستحلال اموالهم وممتلكاتهم بناء على ذلك , وشمل النساء والرجال بهذا القرار وتخصيص اماكن لهم بإعلان الاستتابة , خلال مدة اقصاها اسبوعين .
ويتضح غباء التنظيم , بشمل المتقاعدين ايضاً في عملية التوبة , على الرغم من تركهم التدريس منذ سنوات , كما اشترط التنظيم على الذكور احضار صورتين شخصيتين , بالإضافة لما يسمى ” كفيل ” لتبرئته لدى التنظيم , ليصبح المعلمون بين نار النظام , وسكينة التنظيم.