الخبر نقلاً عن الـBBC: الخامنئي يوافق على تنسيق العمليات العسكرية مع الولايات المتحدة ضد “داعش” في العراق.
لا، ليست المرّة الأولى التي تتحالف فيها الجمهورية الإسلامية في إيران مع “الشيطان الأكبر” الولايات المتحدة الأميركية. في العام 2003 كان مناصرو إيران في العراق يحتفلون بالقوات الأميركية التي اجتاحت العراق لتخلّصهم من حكم الرئيس العراقي السابق صدّام حسين. وقبلها في حرب الخليج الأولى التي دامت حوالى 8 سنوات كانت إيران الخميني تقاتل صدام حسين بأسلحة أميركية. ولا تزال صفقة إيران غايت ماثلة في الأذهان للجميع بكل تفاصيلها ومندرجاتها: الحصول على سلاح أميركي لمقاتلة صدام حسين في مقابل الإفراج عن رهائن أميركيين اعتقلهم “حزب الله” في لبنان.
عند المصالح تسقط كل النظريات والفلسفات. فلا مشكلة إذاً في التحالف مع الولايات المتحدة حليف إسرائيل الأول، ولا مشكلة في أن تكون واشنطن تزوّد إسرائيل بكل السلاح الفتّاك لضرب الفلسطينيين في غزة حين يلزم، ولاستهداف “حزب الله” في جنوب لبنان حين يلزم. فالأولوية المطلقة هي لمصالح الدولة الفارسية التي يقرّرها الولي الفقيه، وما على أتباعه إلا الطاعة!
هكذا أيضا تكون العلاقات الإيرانية- القطرية أسهل من العلاقات الإيرانية- السعودية، رغم أن قطر محسوبة على “الإخوان المسلمين” ونظامها على علاقات تواصل جيدة مع “داعش” و”جبهة النصرة” ويقوم بكل الأدوار التفاوضية مع تلك المنظمات الإرهابية حين يلزم الأمر، ورغم أن السعودية تُعتبر رأس حربة بين الدول العربية في محاربة الإرهاب وفي ملاحقة عناصر “داعش”!
إنه نهج السياسة البراغماتية بامتياز، ويهدف الى بسط نفوذ دولة الولي الفقيه الفارسية على أكبر رقعة ممكنة وتأمين نفوذ إقليمي لها، على حساب كل الشعارات الرنانة من “الموت لأمريكا” وصعوداً أو نزولاً!
أما في لبنان فيبدو “جنود الولي الفقيه” في غيبوبة تامة!
لا همّ إن دُمّر لبنان على رؤوس أبنائه. ولا همّ إن سقط في حرب “لو كنت أعلم” 1200 ضحية “فدا السيّد”، في حين كانوا يسقطون وقوداً في معارك نووية إيرانية “فدا الولي الفقيه” الساعي الى ضمان التوسّع الفارسي على حساب دماء اللبنانيين.
واليوم، ومرّة جديدة ترسم المصالح الفارسية في المنطقة أطر التحالفات وعمقها مع “الشيطان الأكبر” من دون حدّ أدنى من الحياء أو الخفر. فلا مشكلة في أي قرار طالما أن القاعدة هي معادلة الولي الفقيه وجنوده، هذه المعادلة التي هي “سرّ حياة جماعة حزب الله ووجودهم” بحد تعبير أبرز مسؤولي الحزب، الوكيل الشرعي للخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك!
هكذا إذاً، وفي كل مرّة تقتضي حاجة الوليّ الفقيه للتحالف مع الشيطان الأكبر لقضاء مصلحة ما، فلا مشكلة. التحالف والتنسيق العسكري مبرّران. الطريف في المعادلة هذه المرّة أن “الجمهورية الإسلامية” تتعاون مع الشيطان الأكبر للقضاء على “الدولة الإسلامية”… وفي الحقيقة أن الإسلام بريء من هذه الدولة وتلك الجمهورية!
رولا حداد imlebanon.org