وصف سكان مدينة الرقة المحاصرة من قبل تنظيم الدولة “داعش” بأن التنظيم يقوم بالتشديد على الكحول والسجائر، حيث أن أي شخص يضبط وهو يدخن يجلد علناً ويغرم بمبالغ مالي ضخم، حتى أنه من الممكن أن يعدم، كما أنّ التنظيم يقوم بفرض قوانين وتعاليم متشددة جداً في مناطق سيطرته في سوريا والعراق في إطار مشروع “الخلافة”، حتى أنّ الكثير من الجماعات الإسلامية المحافظة استنطرت وحرّمت تصرفاتهم.
تعتبر محافظة الرقة السورية واحدة من أكبر معاقل هذا التنظيم، كما تم العثور على شخصية بارزة من الشخصيات الهامة التي ترأس قوات الشرطة في تنظيم الدولة “داعش” في مدينة دير الزور، وقد كان رأسه مقطوعاً وفي فمه لفافة تبغ، كما كُتب على جسده عبارة “هذا منكر يا شيخ”.
الناشط “أبو محمد حسام”وهو أحد مؤسسي مجموعة “الرقة تذبح بصمت” وصف مدى خطورة العقوبات التي تقع على مدخني السجائر: “في المرة الأولى سيتم القبض عليهم وجلدهم أربعين جلدة، وفي المرة الثانية فسيتم جلده بالإضافة إلى وضعه في السجن، أما في المرة الثالثة فإن المدخن ينقل إلى مخيم في الريف كما يتم تغريمه بمبلغ كبير من المال”.
بعد سقوط مدينة الرقة تحت يد التنظيم، قام عناصره بإغلاق محلات بيع السجائر والمشروبات الكحولية، وفي رواية من أحد رجال المدينة بأن أحد عناصر التنظيم قام بكسر أصابعه باستخدام كماشة وذلك بعد أن ضبطه يدخن في الشارع.
يوجد أيضاً لدى تنظيم الدولة “داعش” مكتب يسمى “مكتب الدعوة”، حيث قام هذا المكتب بإطلاق سلسلة من الإرشادات التي تصف وتشرح الأمراض الصحية التي يسببها التدخين واصفينه بـ “الإنتحار البطيء”، كما قال المكتب الدعوي بأنّ المقاهي العامة تشغل السكان عن أعمالهم، لذلك فإن السكان حالياً يدخنون فقط في منازلهم خوفاً من العقاب.
يقول صاحب أحد المقاهي: ” لم يعد لدينا زبائن لأن معظم روّادنا هم من المدخنين، كما أن الشخص لا يتمتع بفنجان القهوة إذا لم يدخن معه، هذا ما أجبرنا بشكل غير مباشر على إغلاق المقهى”.
تحدث أحد الرجال لصحيفة “لوس أنجلس تايمز” الذي كان يدخن في القرب من أحد المعابر السوري التركية في جنوب شرق تركيا، حيث قال: “أنا أستمتع لأني أستطيع التدخين علناً لكن بمجرد أن انتقل إلى الجزء الآخر من المعبر لا أستطيع التدخين في العلن”.“.
كما قال مسؤول وحدة تنسيق المساعدات التركية التي توفر الإمدادات إلى شمال سوريا: “نحن نضطر إلى التخلص من السجائر قبل العبور إلى الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة “داعش”، وكلما اقتربنا من نقطة تفتيش تابعة للتنظيم فإنّ السائقين لدينا يقومون بتبديل الموسيقى إلى أناشيد إسلامية، كما نرمي كل ما لدينا من سجائر من النافذة”.
المصدر : ana.fm
ترجمة عمران الحلاق عن موقع The independent
