خاص – الرقة تذبح بصمت
يعيش أهالي مدينة الرقة في دائرة موت يومية , فقصف النظام في الصباح , واصوات هدير طائرات التحالف التي تستهدف مقرات داعش , بينما سوط تنظيم داعش يلاحق المدنيين على أصغر الأمور ليبقى أهالي مدينة الرقة هم الحلقة الأضعف .
ولكن الموت قد يتجسد بأشكال عديدة منها الموت البطيء الذي يتخوف منه أهالي مدينة الرقة بشكل كبير في الفترة الأخيرة , إذ يدور حديث الشارع الرقاوي حول الأثار البعيدة لقصف طائرات التحالف بالقنابل الحديثة والتخوف من أن تكون تحوي اليورانيوم المشع والفسفور الابيض التي تؤدي على المدى البعيد الى التشوهات الخلقية وأمراض السرطان والامراض الغريبة وتلوث الجو وغيره وبسبب عدم دفن مخلفات هذه القنابل تحت التربة يبقى الموضوع يشكل مصدر قلق كبير لأهالي المدينة , إلا أن هذا الحديث لا يتجاوز مرحلة الشكوك .
و تتعرض مدينة الرقة الى قصف عنيف دائم من طائرات التحالف الدولي التي بدأت حملته على مدينة الرقة منذ 23 من سبتمبر 2014 مستهدفة مقرات تنظيم داعش موقعة مئات القتلى من مقاتلين التنظيم بالإضافة الى 3 مدنين قامت الرقة تذبح بصمت بتوثيقهم منذ بداية الحملة .
وفي حديث الشارع الرقاوي لا يستذكر الناس سوى قصف المدن العراقية , حيث أن التلوثّ الناتج عن انفجارات مستودعات الأسلحة ، وبخاصة ذخائر اليورانيوم المخزنة , أدت إلى كارثة صحيّة في العراق , فنتجت تشوهات لدى بعض الأطفال العراقيين أثناء الولادة , ومنها حالات برأسَين أو بعين واحدة، وبعضهم يصاب بعدد من الأورام أو التشوهات على مستوى الوجه وبنية الجسم بالإضافة إلى عدد من المشاكل المعقدة في الجهاز العصبي” .
هذه ليست سوى غيض من فيض فالتشوهات الخلقيّة مترتبة عن التلوّث الناتج عن الأعمال العسكريّة .
حوالي 14،7 بالمئة من أطفال العراق يولدون مشوهين أي أكثر بأربع عشرة مرة من النسب المسجلة في هيروشيما وناغازاكي. ويعاني أطفال العراق تشوهات قلبيّة أكثر بثلاث عشرة مرّة من النسب المسجلة في أوروبا ومشاكل في الجهاز العصبي أكثر بثلاث وثلاثين مرّة بالمقارنة مع أوروبا .
والخطير في الأمر هو ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان لدى الأطفال بحوالي 12 ضعفاً منذ العام 2004 , كما أضحت نسبة الذكور للإناث 86 صبيّاً لكل 100 فتاة، مما يدل إلى أن الضرر الجيني أثّر على الذكور أكثر منه على الإناث .
فلو اعتبرنا أن الفلوجة هي هيروشيما العراق فهل تكون الرقة هي ناغازاكي سوريا , لا يزال هذا السؤال لا جواب له ويبقى الخوف والترقب بين أهالي مدينة الرقة هو سيد الموقف .