خاص – الرقة تذبح بصمت
” الحسبة ” وهي أحد الأجهزة التي قام تنظيم ” داعش ” بإنشائها منذ سيطرته على الرقة شمال سوريا , الشرطة الإسلامية أو كما يحب أن تسميها قيادة التنظيم ” الحسبة , هي أحد أسوء كوابيس اليقظة التي يعاني منها الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش , حيث يعتبر جهاز الحسبة اليد الضاربة للمكتب الأمني , كما يختص جهاز الحسبة بملاحقة المدنيين بأمور اللباس والتدخين , واجبار المحلات على الإغلاق في أوقات الصلاة والذهاب إلى المساجد .
إلا أن إيكال مهمة جمع ” الزكاة ” للحسبة , جعلها تهمل عملها السابق , وتركز على جني المال وحصاده من الأهالي , فلم تعد تجبر المحلات على الإغلاق وقت الصلاة , كما أن عقوبة التدخين لم تعد الجلد , بل اصبحت اليوم غرامة مالية يتم إيداعها في “ديوان الزكاة” التابع للتنظيم .
المنافسة التي دخلت ابواب جمع الزكاة , غيّرت بعض المبادئ فعمل المسؤول يقدر بكمية المال التي جمعها من الأهالي , دون الرجوع إلى قيمة محددة أو نسبة مفروضة , مما دفع عناصر الحسبة بتعويض النقص المالي لديهم بضرائب يتم فرضها على المدنيين .
صاحب محل لبيع المواد الغذائية في ريف الرقة الشرقي , يقول للرقة تذبح بصمت , أن عناصر الحسبة الذين كانوا يجبرونه على إغلاق محله والذهاب إلى الصلاة , باتوا اليوم يفرضون عليه مبلغ 1000 ليرة سورية / ما يعادل 5 دولار اميركي / كي يبقى في محله ولا يذهب إلى الصلاة أو يقوم بإغلاق المحل , كما نوه التاجر أنه ليس وحده من يقوم بهذا الأمر , فكثير من اصحاب المحلات الذين يعرفهم يفعلون الأمر ذاته .
تتحدث مصادر للرقة تذبح بصمت أن الأموال التي جمعت لصالح الزكاة كبيرة , وتتجاوز الستة ملايين دولار في محافظة الرقة وحدها , إلا أن معظم هذه الأموال يتم تحويلها للخارج من قبل بعض عناصر التنظيم ومن ثم الانشقاق عنه , كما فعل المدعو أبو عبيدة المصري , الذي سرق مبلغ 500 ألف دولار وهرب إلى جهة مجهولة , وكمال فعل ابو طلحة الكويتي الذي سرق مبلغ مليون دولار , ومن ثم توجه إلى تركيا ليختفي بعدها .
ديوان الزكاة الذي أعلن داعش عن انشاؤه , كان مخصص للفقراء والمحتاجين , إلا أن عناصر التنظيم حولوه لمصدر رزق شخصي , مما سمح للأهالي بشراء بعض من حريتهم مقابل المال , فهل سيستطيعون شراء مدنهم بذات الطريقة ويصبح التنظيم سلعة تباع وتشترى !!