يركبون قوارب الموت .. بحثاً عن النجاة ..!!
كارثة إنسانية أخرى ، تحلُّ بالسوريين الذين ضاقت بهم بلاد المسلمين وسط صمتٍ وتخاذل عربي ودولي ، تستمر قوافل الرحيل إلى السماء قتلاً ، وحرقاً ، وغرقاً ، لشعبٍ قال لا للظلم ، ورفع صوته منادياً بالحرية والكرامة حاول العالم أجمع أن يخرسوا تلك الصرخة ، لكنها أبت إلا أن تصل مدويّة لكل حرٍ وشريف ، السوريون الذين كانوا يشرّعون أبوابهم ، لكل مظلوم ولكل ضيف عربي وغربي في وطنهم ، ضاقت بهم اليوم بلدان الأشقّاء ، فآثروا الهجرة إلى بلدان تضمن لهم حرياتهم وكرامتهم ، التي تهدر كل يوم على أعتاب البلدان العربية آثروا الموت في بحثهم عن كرامتهم ، على الموت ذلاً ، وقهراً و إستغلالاً و إستعباداً على يد من كنا ننشد في حبهم وقربهم ( بلاد العرب أوطاني ) وفي آخر محطات الموت التي زارها السوريون ، كانت محطّة الموت غرقاً بكارثة ٍ إنسانيةٍ يندى لها الجبين ،لم يكلّف العالم نفسه إعلامياً في تداولها ومن ذكر الحادثة ، ذكرها على مضض ( مكرهاً ) أو من باب النفاق تحت بند ( الإنسانية ) التي عرّاها السوريون منذ ثلاثة أعوام ومازالوا مستمرين في تعريتها .. 580 سورياً قضوا غرقاً في البحر قبالة السواحل الإيطالية بقوارب موتٍ عربية ، لتجارٍ وسماسرة عرب ، برعاية دولية ماذا تبقى من طرقٍ للموت حتى يجربها السوريون ، كل هذا فقط لأنهم طالبوا ( بالحرية ، والكرامة ) عملت حكومات الطغاة العربية على أن تكون الثورة السورية تجربةً مريرة ، لكل من تسوّل له نفسه البحث عن كرامة مهدورة ، أو حرية مأسورة فليسقط طغاة العالم أجمعين وعلى رأسهم طغاة العرب ، والمسلمين .
فرات الوفا – الرقة