الشبيبة الثورية: أيادٍ خفية تخدم أجندات حزب العمال الكردستاني وتفسد في الرقة

شهدت مدينة الرقة خلال الأيام الأخيرة موجة غير مسبوقة من الفوضى والجرائم التي ارتكبتها عناصر تُعرف باسم “الشبيبة الثورية”، وهي ميليشيات مسلحة تابعة بشكل مباشر لحزب العمال الكردستاني (PKK). هذه الجماعة التي ظهرت تحت غطاء “المدنيين” في البداية، تستغل الوضع الأمني الهش في المدينة لتحقيق أجنداتها التخريبية، مما جعل حياة سكان الرقة كابوسًا يوميًا مليئًا بالخوف والمعاناة.

ارتباط وثيق بحزب العمال الكردستاني

لا تخفى على أحد الصلة المباشرة بين الشبيبة الثورية وحزب العمال الكردستاني (PKK)، حيث تستخدم هذه العناصر كأداة لفرض سيطرة الحزب على المناطق التي يُفترض أنها خاضعة لإدارة مدنية. الشبيبة الثورية أصبحت ذراعًا عسكريًا وأمنيًا للحزب، تسعى لزرع الخوف والاضطراب بين المدنيين، معتمدةً على تكتيكات القمع والابتزاز.

حملات اعتقال عشوائية وترويع للسكان

في الأيام الماضية، شنت الشبيبة الثورية عشرات الحملات الأمنية التي تركزت على اعتقال المدنيين دون مبررات واضحة. هذه الاعتقالات شملت الشباب وكبار السن وحتى النساء، بحجة “التفتيش الأمني” أو الاشتباه بصلاتهم بجماعات أخرى. ولكن في الواقع، الهدف الأساسي لهذه الحملات هو تعزيز هيمنة الحزب عبر إضعاف النسيج الاجتماعي وإرهاب السكان.

حواجز “التشليح” وسرقة ممتلكات المدنيين

من أبرز مظاهر الفوضى التي تشهدها الرقة، انتشار الحواجز العسكرية التي تقيمها الشبيبة الثورية في شوارع المدينة. هذه الحواجز لا تُستخدم فقط لتفتيش السيارات والمارة، بل تحولت إلى نقاط للتشليح وسرقة ممتلكات المدنيين، بما في ذلك الهواتف المحمولة، بحجة “التفتيش”. هذه السرقات تتم تحت تهديد السلاح، مما يزيد من حالة الرعب التي يعيشها سكان الرقة.

إطلاق النار العشوائي وبث الذعر

لا يكتفي عناصر الشبيبة الثورية بحملات الاعتقال والسرقة، بل يقومون أيضًا بإطلاق النار بشكل عشوائي في شوارع المدينة وعلى مدار الساعة، بهدف بث الذعر بين السكان. هذه الممارسات العدوانية جعلت الحياة اليومية في الرقة أشبه بساحة معركة، حيث يخشى المدنيون الخروج من منازلهم خوفًا من التعرض للعنف أو الاعتقال.

حالات سرقة كبرى وتخريب منظم

بالإضافة إلى السرقة الفردية، شهدت المدينة خلال الأيام الماضية موجة من السرقات الكبرى التي طالت المحال التجارية والمؤسسات، فضلاً عن عمليات تخريب طالت البنية التحتية للمدينة. هذه الجرائم تُظهر أن الشبيبة الثورية ليست سوى أداة لتنفيذ أجندات تخريبية تهدف إلى ضرب استقرار المدينة وإضعاف سكانها.

رسالة واضحة للسكان: الرعب هو وسيلتهم للبقاء

من الواضح أن الشبيبة الثورية، بأفعالها الإجرامية، تسعى لفرض واقع جديد على مدينة الرقة، واقع يقوم على الرعب والخضوع. هذه الممارسات تعكس استراتيجية حزب العمال الكردستاني في استخدام الترهيب كوسيلة لإحكام قبضته على المناطق التي يسيطر عليها أو يسعى للسيطرة عليها.

دعوة لإنقاذ الرقة

أمام هذه الجرائم والانتهاكات المتواصلة، يطالب سكان الرقة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وسلطة دمشق بالتحرك العاجل لوقف هذا النزيف. إن مدينة الرقة التي عانت طويلاً من ويلات الحرب تحتاج إلى حماية حقيقية من هذه الميليشيات المسلحة التي لا تضع أي اعتبار لحياة المدنيين أو استقرارهم.