الرقة: عاصمة الرشيد بين الماضي المجيد وحاضر قسد الدامي

كانت مدينة الرقة عاصمة للخليفة العباسي هارون الرشيد، رمزًا للازدهار الفكري والثقافي والاقتصادي. إلا أن المدينة اليوم تجسد معاناة مستمرة وانهيارًا مستمرًا، نتيجة ظروف قاسية تعصف بها منذ سنوات.

عانت الرقة تحت حكم نظام الأسد حتى عام 2013 من التهميش والقمع والفقر. ثم جاء تنظيم داعش الإرهابي عام 2014 ليحكم قبضته على المدينة مرتكبًا جرائم لا حصر لها بحق أهلها من قتل وخطف وتدمير، مفروضًا قوانينه بوحشية. أما بعد سيطرة مليشيا قسد عليها، أصبحت المدينة تعاني من انفلات أمني غير مسبوق وانتشار مظاهر الجريمة المنظمة، كالقَتل والخطف وتعاطي المخدرات، وسط عجز واضح من الأجهزة الأمنية التي تُتهم أحيانًا بالتواطؤ أو الإهمال.

جريمة تهز الرقة
صباح اليوم، استفاق سكان حي الرميلة على جريمة مروّعة أودت بحياة عائلة كاملة. عُثر على الشاب مناف الكناص، الموظف في هيئة المالية، وزوجته مقتولين بالرصاص داخل منزلهما، في حين وجدت طفلتاهما مقتولتين خنقًا بوحشية تقشعر لها الأبدان. دوافع الجريمة ما زالت مجهولة، لكنها أضافت مزيدًا من الخوف والصدمة لسكان المدينة، الذين باتت هذه الفظائع جزءًا من حياتهم اليومية.

فوضى أمنية وانتشار المخدرات
تُعد هذه الجريمة واحدة ضمن سلسلة طويلة من الجرائم التي تعصف بالمدينة، في ظل انتشار العصابات المسلحة والمخدرات والجريمة المنظمة. بينما تُركز قوات سوريا الديمقراطية جهودها على ملاحقة المعارضين السياسيين، تُهمل قضايا الأمن الحقيقي، مما يزيد من معاناة الأهالي.

الرقة بين الماضي والمستقبل
من مدينة أبهرت العالم في ماضيها المجيد، أصبحت الرقة اليوم ساحة للفوضى والصراع. حلم أهلها باستقرار يعيد مدينتهم إلى سابق عهدها يبدو بعيد المنال، وسط تزايد الجرائم وانعدام الأمن والخدمات.

يبقى الأمل قائمًا في أن يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ الرقة من مصيرها المأساوي. في ظل غياب الحلول، يبقى وسم #الرقةتذبحبصمت شاهدًا على محنة مدينة كانت يومًا منارة للحضارة، لكنها اليوم تغرق في ظلامها.