في مساء يوم الاثنين، 15 يوليو 2024، أعلنت وسائل اعلام تابعة لنظام الأسد، عن مقتل رجل الأعمال السوري محمد براء القاطرجي، المقرب من رأس النظام بشار الأسد، برفقة مرافقه جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة قريبة من الحدود السورية اللبنانية.
السيرة الذاتية لمحمد براء القاطرجي: محمد براء أحمد رشدي القاطرجي، المولود في الرقة عام 1976 لعائلة تنحدر من مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، بدأ حياته المهنية بظروف بسيطة، حيث كان والده يعمل كخياط في الرقة. مع مرور الوقت، أسس براء مع أخيه حسام القاطرجي عضو مجلس الشعب عدة شركات، منها:
- مجموعة القاطرجي الدولية.
- شركة قاطرجي للصناعات الهندسية الميكانيكية.
- شركة أرفادا البترولية.
- حلب المساهمة القابضة.
- جذور للزراعة وتربية الحيوان.
- أليب للاستشارات والحلول التقنية.
- قاطرجي للتطوير والاستثمار العقاري.
- شركة بي إس للخدمات النفطية.
دور القاطرجي في الصراع السوري: ساهم محمد براء القاطرجي مع أشقائه في تشكيل مليشيا مسلحة تتمركز في مدينة حلب، لعبت دورًا في حماية قوافل النفط والقمح والقطن، بالإضافة إلى حماية المنشآت الصناعية والأعمال التجارية التابعة للعائلة. كما ساهمت هذه المليشيا في حصار أحياء حلب الشرقية عام 2016.
ارتبط القاطرجي بشبكات فساد مالي وإداري على كافة مستويات إدارات الدولة، مما سمح له بالوصول إلى شبكات فساد بشار الأسد ورجل الأعمال رامي مخلوف، مما ساهم في توسعة أعماله التجارية.
انطلاقة مجموعة القاطرجي: كانت الانطلاقة الحقيقية لمجموعة القاطرجي عقب خسارة قوات النظام لمحافظة الرقة لصالح الجيش الحر عام 2011، ولاحقاً تنظيم الدولة “داعش”. لعب براء القاطرجي دور الوسيط في صفقات النفط والقمح والسلاح بين النظام السوري وتنظيم الدولة والوحدات الكردية، مما سمح له بتنفيذ مخططات جلب النفط والقمح من مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية وتنظيم الدولة إلى مناطق النظام، بالإضافة إلى نقل السلاح بالاتجاه المعاكس.
العقوبات الأمريكية: أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية براء القاطرجي على قائمة العقوبات في 6 سبتمبر 2018، لدوره في تسهيل شحنات النفط والتمويل للنظام السوري. كما ذكرت وزارة الخزانة أنه لعب دور الوسيط بين النظام السوري وتنظيم الدولة في عقد صفقات النفط.
علاقته بفيلق القدس وحزب الله: كان محمد براء القاطرجي على اتصال وثيق بفيلق القدس، وساهم في تمويله وكذلك في تمويل حزب الله. كما أشار تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” في عام 2019 أن عائلة القاطرجي هي القوة المهيمنة في تجارة النفط غير المشروعة في سوريا.
يعتبر مقتل محمد براء القاطرجي ضربة قوية لنظام الأسد، حيث كان من أبرز رجال الأعمال المقربين من النظام، ولعب دورًا حيويًا في تمويل ودعم المليشيات المسلحة وتسهيل شحنات النفط غير المشروعة. لم يصدر تعليق فوري من الجانب الإسرائيلي حول الغارة، ولكن من المؤكد أن هذا الحدث سيكون له تداعيات كبيرة على الساحة السورية والإقليمية.