في مدينة الرقة السورية، توفيت الأحد الماضي أحد رموز الأدب والثقافة في المنطقة، الأديبة السورية فوزية المرعي، وسط حزن عميق ألمّ بها الأدباء والمثقفون. تركت المرعي بصماتها العميقة في عالم الأدب، وكانت شاهدة على تطور الحياة الثقافية والأدبية في سوريا.
فوزية المرعي، التي ولدت في عام 1948 في مدينة الرقة، لم تكن مجرد كاتبة، بل كانت رائدة في مجال الأدب، حيث كتبت في القصة القصيرة والشعر والرواية، مستخدمةً قلمها لتصوير الواقع بكل تفاصيله وتعبير عن مشاعر الإنسان وآلامه.
رغم تأخرها في طباعة أعمالها الأدبية، إلا أن أعمال المرعي لاقت استحسانًا كبيرًا عندما بصرت إلى النور، حيث تنوعت بين الشعر والقصة القصيرة والرواية، مما أثرى المشهد الأدبي السوري بأصوات جديدة ومتميزة.
من بين أعمالها التي أثرت في الساحة الأدبية السورية والعربية:
“قناديل الوجد”: سلسلة من الكتب تضم خواطر وتأملات، أين عكست المرعي رؤيتها للحياة وتفاعلها مع العالم من حولها.
“غريبة بين الشاهدة والقبر”: رواية تأخذ القارئ في رحلة عبر عوالم مختلفة، معبرةً عن تجربتها الشخصية وتأملاتها في الحياة.
“بحيرة الشمع”: مجموعة قصصية تتناول مواضيع متنوعة بأسلوب راقي ومشوق، ما جعلها تحظى بإعجاب القراء.
وبجانب كتابتها، كانت المرعي أيضًا مؤسسة ومديرة لمنتدى ثقافي في مدينتها الرقة، حيث كان هذا المنتدى مركزًا هامًا للحوار الثقافي والأدبي في المنطقة. وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها، إلا أنها أصرت على مواصلة نشاطاتها الثقافية حتى آخر لحظة في حياتها.
لا يمكننا أن ننسى الإرث الثقافي الذي تركته فوزية المرعي، والذي سيظل حاضرًا في ذاكرة الأدب السوري والعربي. فرحيلها يعد خسارة كبيرة لعالم الأدب، لكن إرثها الثقافي سيظل حيًا ومتجددًا، ملهمًا للأجيال القادمة في سوريا وخارجها.