خاص – الرقة تذبح بصمت
حالة من التخبط يمر بيها تنظيم داعش في الأيام الماضية , أحدثت فجوة يصعب ردمها وتلافيها , فالتنظيم يشهد انشقاقات بالعشرات جلهم من المهاجرين , ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد , حيث قام المنشقون بتحرير عدد من الأسرى من سجون التنظيم في ظل تعتيمٍ إعلامي تشهده مدينة الرقة .
ورغم ذلك لم يتوقف التنظيم عن عمليات التصفية والاعتقال التي تطال الأمير قبل العنصر والقائد قبل المقاتل وتحت حجج وتهم متنوعة وكالعادة تخلو من أي دليل , فأصبحت أي معارضة لفكر التنظيم والتفكير بمجرد مخالفة أراء الخليفة والقادة الكبار كفراً بواح وحكمه مفارقة الحياة .
ذلك الأمر أثار حفيظة العديد من مقاتلي التنظيم وقادته , وقادهم إلى الانشقاق في الوقت الذي يصر فيه التنظيم على التصعيد من وتيرة الاعتقالات العشوائية ليثبتوا لمن تبقى أن السجن والموت مصير من تخوله نفسه الانشقاق عنهم وأخر تلك الحالات كانت يوم أمس , حيث اعتقل تنظيم داعش القائد العسكري للتنظيم المدعو ” مصعب البدر “ في مدينة تل ابيض بعد شجار بينه وبين عناصر الحسبة وبالتحديد في المنطقة الواقعة بين المعبر الحدودي وقرية المنبطح , لم يعرف سببه حتى اللحظة .
وبعد سماع عدد من عناصر التنظيم بالقصة ومعرفتهم نية التنظيم تصفية واعتقال من يظهر عيوبهم قرر أربعة عناصر من التنظيم الانشقاق محررين معهم مصعب البدر وثلاثة سجناء أخرين ولاذوا بالفرار إلى تركيا في نفس اليوم ، ويذكر أن تنظيم داعش قد عين ابن عريف النصار صاحب الحوزة الشيعية الوحيدة في محافظة الرقة قائداً عسكرياً للتنظيم في مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا شمالي الرقة .
وفي هذا التخبط الداخلي الذي يشهده التنظيم ومع كثرة حالات الانشقاق الحاصلة في الوقت الراهن قد تتأمن البيئة المناسبة أو قد تكون شرارة لزعزعت التنظيم داخلياً وتسهيل انشقاق عناصر أخرى وربما قد تكون بادرة انقلاب داخلية حيث مازال الغموض يحيط بما يجري مع زيادة التعتيم الاعلامي من قبل التنظيم على هذه الحالات .