تبكي الأم ولدها كل يوم، راجية أن يأتيها أحد بخبر يسرها، بعد أن توفى زوجها “مصطفى الهنداوي” من قرية الزنباق (٨٠ من شمال الرقة) وقد قضى سنوات حياته الخمسة الأخيرة يطرق أبواب المقرات العسكرية التابعة لمليشيا قسد، باحثاً عن فلذة كبده.
أحمد مصطفى الهنداوي، من مواليد قرية الزنباق عام ٢٠٠٤، وهو الأصغر بين أشقائه الخمسة، كان قد انقطع عن التعليم بعد سيطرة تنظيم داعش على محافظة الرقة مطلع عام ٢٠١٤، ومع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على قريته في ريف الرقة الشمالي في عام ٢٠١٥، انظم أحمد لهذه القوات وهو في الحادية عشر من عمره، دون علم ذويه، والذين بحثوا عنه دون جدوى.
زار أحمد قريته في ربيع عام ٢٠١٧، برفقة قوة عسكرية تابعة لمليشيا قسد، وقد أصبح قيادياً في قواتها العسكرية، ليتفاجئ الأهل بالتغيرات التي طرأت على أحمد الطفل، وقد أصبح شاباً، قضى ساعتين برفقة ذويه ليغادر بعدها دون عودة.
استمر والده في البحث عنه دون جدوى، ليصل في عام ٢٠١٩ إلى أن ولده أحمد معتقل في سجن علايا في القاملشي، ويقضي فيه عقوبة عسكرية حتى اللحظة.
تشير كل الدلائل المتوفرة إلى استمرار قوات سوريا الديمقراطية بتجنيد الأطفال، أو السماح بذلك، ما يعني استمرار مأساة أهالي الأطفال المجندين في عموم الجزيرة السورية، واستمرار خوف الأهالي في المنطقة من إرسال أولادهم لوحدهم إلى الخارج، في الوقت الذي تستمر فيه عمليات خطف وتجنيد الأطفال واليافعين. وهي مسؤوليةٌ يتحملها، إلى جانب قسد، التحالف الدولي الذي يقدم الدعم والرعاية لقوات سوريا الديمقراطية.