أعلن قائد فريق الاستجابة الأوليّة في الرقّة “ياسر الخميس” يوم الأربعاء 10/فبراير، بأنّهم بدؤوا بانتشال الجثث من المقبرة الجماعيّة رقم 28 والواقعة في حيّ الرومانيّة بالقرب من منطقة الفروسيّة، وذلك بعد إبلاغ الأهالي عنها. وتابع الخميس: أنّ عدد الجثث التي تمّ العثور عليها تتراوح بين 15-18 جثّة، حيث تمّ استخراج جثّتين منها.
هذا ولا يكادُ يمرّ يومٌ على الرقّة إلّا ويتمّ العثور على المقابر الجماعيّة، واستخراج الجثث منها. كما يعود قسم كبير من الجثث إلى أشخاص كان قد أعدمهم تنظيم داعش، سواء بشكلٍ ميدانيّ في ساحات المدينة بما فيهم عناصر جيش نظام الأسد وميليشياته، أو داخل سجونه من عناصر الجيش الحرّ، وذلك بعد أن احتجزهم أثناء سيطرة التنظيم على الرقّة في بداية سنة 2014 بالإضافة إلى من أعدمهم بشكلٍ فرديّ وغالبيتهم ممّن كانوا رافضين لسياسة التنظيم القمعيّة، وكذلك من الأسرى و الرهائن الأجانب من صحفيين أو ممّن يعملون في المجال الإنسانيّ.
فيما يعود القسم الآخر من تلك المقابر الجماعيّة إلى من قضَوا تحت قصف التحالف الدوليّ ، والتي تضمّ عدد كبير من المدنيين من أهالي الرقّة وقاطنيها ، بالإضافة إلى جزء منها يعود لعناصر تنظيم داعش، حيث لم يعد بإمكان الأهالي دفن موتاهم في الأماكن المخصّصة للدفن، ممّا اضطرّهم إلى دفنهم إمّا في أفنية المنازل، أو في الحدائق، أو الساحات الخاليّة.
واليوم وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على سيطرة ميليشيا “قسد” على الرقّة لا تزال الكثير من الجثث تحت الأنقاض في ظلّ تباطؤ بما يُسمّى المجلس المدنيّ، ممّا أفضى إلى انتشار الأوبئة التي باتت تُهدّد حياة الأهالي هناك.
ويُذكر أنّ المجلس قد تلقّى دعمًا من الدول الداعمة للتحالف بُغية رفع الأنقاض، ونزع الألغام، وانتشال الجثث من الشوارع، إلّا أنّ استجابة سلطة الأمر الواقع تسير ببطئ.
ويقوم فريق الاستجابة والمكوّن من حوالي 30 عاملًا مزودين بمعدّات وآلات لانتشال الجثث، غير أنّ العمل لا يزال في مرحلةٍ متأخرة، وأنّ هذا التأخير يزيد من احتماليّة انتشار الأوبئة وعلى رأسها الطاعون الذي ينتقل عبر الماء، وبالتالي ينتج أمراض مستعصيّة يصعُب شفاؤها في ظلّ واقع طبّيّ متردّيّ، تعيشه الرقّة المنكوبة.
وتتوزّع المقابر التي كانت قد تمّ اكتشافها في الحدائق، والساحات، ومنطقة البانوراما جنوبيّ الرقّة، حيث جاوزَ عدد الجثث المستخرجة أكثر من 8000 جثّة.