لطالما اعتدنا على مدى أعوام رؤية جرافات الاحتلالات وهي تقوم بهدم وجرف بيوت المحتلين بحجّة مناهضتهم لهم، في دفاعٍ من الطرفين عن ملكيّة الأرض.
واليوم وفي مشهدٍ مشابهه نرى “أخوة الشعوب” الممثّلين بمليشا “قسد” التي أقدَمت بواسطة آليات على هدم وتجريف عِدّة منازل سكنيّة في مدينة الرقّة في منطقة “دوّار حزيمة” غربيّ المدينة بحجّة أنّ المنازل مخالفة وغير مرخّصة بإذنٍ رسميّ من قِبل سلطة الأمر الواقع.
هذا وكان قد استيقظ أهالي منطقة “دوّار حزيمة” فجر الأحد الماضي على صوت آليات “قسد” بالإضافة إلى الحشد الأمنيّ وهي تقوم بهدم عدد من البيوت والبالغ عددها تسعة منازل.
وبحسب إحدى المتضرّرين من هذا الدمار، تقول: “إنّ قسد ومعها التحالف قامت بتدمير بيوتنا، واليوم عندما جمعنا المال لإعادة إعمار ما أمكن قاموا بهدمها دون أيّ اعتبار لحالنا، و حالة الجوّ، وغلاء الأسعار” فيما صرّح آخرون بالتمييز العنصريّ الذي تنتهجه “قسد” حيث أنّ عشرات العوائل الكرديّة قامت ببناء منازل مخالفة في الحيّ ذاته، وكذلك في حيّ الأندلس وغيرها من الأحياء الرقيّة، دون توجيه أيّ إنذار لهم.
اعتقال بسبب الانتقاد:
كما اقدَمت ميليشيا “قسد” على اعتقال الشاب “ياسر خليل الخضر” وهو من أهالي حيّ المشلب في مدينة الرقّة، وذلك على خلفيّة انتقاده عبر موقع “فيس بوك” لعمليّة الهدم التي قامت بها الميليشيا، وجاء اعتقاله في اليوم الثاني على هدم عشرات المنازل، قبل إطلاق سراحه يوم الثلاثاء الماضي.
إذ لا تختلف الميليشيا “الديمقراطيّة” عن سلَفها تنظيم “داعش” الذي قام سابقًا باعتقال العشرات من أبناء الرقّة بسبب انتقادهم لأساليبه. وهو أمر لا يخالف سياسة نظام الأسد المعروف. كما أنّ “قسد” تستولي كلّ يوم على عشرات المنازل في الرقّة بحجّة أنّ أصحابها غير موجودين، أو أنّهم موالون لتنظيم داعش، وغيرها من الحجج التي تبرّر لهم استباحة ما ليس لهم. ويُذكر أنّ التحالف الدوليّ بقيادة الولايات المتّحدة الأميركيّة قام بتدمير مدينة الرقّة في عامّ 2017، وذلك من أجل إخراج تنظيم “داعش” فيما رأينا أنّ دولًا قامت بطرد التنظيم من على حدودها المجاورة دون هدم حجر واحد.