يقول المَثَل الهنديّ: يصنَع الفقر لصوصًا كما يصنع الحُبّ شعراء.
الفقرُ الذي جعل من اللّصوصيّة بيئةً خصبةً لانتشارها في مدينة الرقّة الخاضعة لسيطرة ميليشيا ” قسد” إذ تعاني كثير من أحياء الرقّة في الفترة الأخيرة من تزايد حالات السرقة التي تطال المنازل والمحلّات التجاريّة حيث بدأت تزداد حالات السرقة بشكلٍ ملحوظٍ مع بداية فرض حظر التجوال المُتّخذ ضمن إجراءات فيروس كورونا المُنتشر حاليًّا على مستوى العالم ، وذلك بسبب فقدان الكثير من الشباب لأعمالهم ، في حين أنِّ كثيرًا منهم لايجد عملًا أبدًا ، وهو ما حمَلِ الكثير بالتجرّؤ على مدِّ أيديهم إلى ممتلكات الأهالي الذين أصبحوا يتذمّرون من حالات السرقة التي أصبحت نشاطًا يوميًّا لكثيرٍ من ضِعاف النفوس مستعينين بمَعَدّاتٍ تُستَخدم لكسر الأقفال وخرق حُرُمات البيوت والمحلّات وسرقة ما بداخلها من ممتلكات خَفِّ حملُها أم ثَقُل لا يهُمّ ، المهم أن يحصل اللّصوص على مُبتَغاهم وتنفيذ مهمّة السرقة حتّى لو اضطُرَّ الأمر إلى قتل قاطني المنزل الذي تتمّ سرقته كما حصل في الصيف الماضي بعد أن أقدَم عدد من اللّصوص على قتل إمرأة في الرقّة في حيّ التوسعيّة بغيّة سرقة مصاغها ، كما تمّ سرقة المدعو (م.ك) والذي كان قد أحضر حديد بقيمة 4 مليون ليرة سوريّة من أجل إكمال بناء جامع بلال بن رباح والذي تعود ملكيته للمدعو.
ناهيك عن سرقة السيّارات التي تتمّ في وضح النهار أو في اللّيل حيث يُقدِم اللّصوص على تفكيك محرّكات السيّارات وإزالة لوحة هيكلها بالإضافة إلى تزوير أوراقها وبيعها عن طريق سماسرة.
وبحسب المدعو (ع.ك) أنّه كان في زيارةٍ عند الأصدقاء وعند خروجه اكتشف سرقة بطاريّة سيّارته، كغيرها من السيّارات التي يتمّ سرقتها يوميًّا.
حاميها حراميها :
ولا يغيب عن المشهد السارق واللّصّ الأكبر الذي يدّعي وضع أساس الديمقراطيّة ميليشيا ” قسد” التي أقدَمَت على سرقة مُقدَّرات الرقّة من زراعة وثروة حيوانيّة ونفط ، بالإضافة إلى وضع يدها على كثير من ممتلكات الأهالي بحجّة أنّ أهلها ينتمون لتنظيم داعش ، أو أَنّ أصحابها غير متواجدين على أراضيّ الرقّة ، وغيرها من الحجج التي تبرّر لهم سرقة مقدّرات المحافظة وممتلكات أهاليها، وقاطنيها .
وليست السرقة في الرقّة وحدها بل في مدينة تلّ أبيض التي يسيطير عليها ” الجيش الوطنيّ” وليس ببعيد حيث أقدَم على سرقة سيّارة من نوع “تويوتا” بالإضافة إلى مبلغ (1.5) مليون ليرة من المدنيّ ( غازي الفنّوش)
أخلاق وقيم مسروقة :
ولا يوجد خطر أكبر من سرقة مفاهيم وعقول الأهالي والقيم التي نشؤوا عليها ، والتي تسعى سُلطة الأمر الواقع لتثبيتها بأنَّ الرقّة أرضٌ لأقليّةٍ بعينها وذلك من خلال عمل هذه السُلطة على سرقة تاريخ الأرض ، وأخلاق وقيم أبنائها التي تربوا عليها من خلال تجويعهم ، وسرقةِ مُقدّرات أرضهم وجعلهم يفكرون بتحصيل قوت يومهم ولو عن طريق السرقة .