يرحل ُ الصيف عن سوريا بأزماته من انقطاعٍ للكهرباء والماء و طوابير الخبز والغاز وغيرها من خدماتٍ ويأتي الشتاء بأزماتٍ إضافيّة يزيد عليها أزمة المحروقات التي تتضمّن الغاز والمازوت الذي يُعدّ مادّة الشتاء الأساسيّة ، وهذي هي الرقّة حالها حال أي مدينة سوريّة لا تتوفّر فيها مادّة المحروقات إلّا بعصوبةٍ وشروط تفرضها ميليشيا “قسد” على الأهالي الذين ينتظرون توزيع المازوت عليهم من قِبَل سُلطة الأمر الواقع حيث اشترطت أن لا تتمّ تعبئة المازوت إلّا من قِبَل الوكيل أو المندوب عنها ، وبرعاية صهاريج ” القاطرجي” التي تدخل بشكلٍ شبه يوميّ من معبر ” الطبقة” باتّجاه الحسكة .
هذا و ستحصل كلّ عائلة بدورها على 660 ليتر خلال الشتاء وذلك على دُفعات عن طريق بطاقة تسجيل ، حيث يبلغ سعر البرميل الواحد 17500 فيما لم يصل الدور على كثير من منهم، بحسب الأهالي هناك .
وحتّى لو أراد أحدهم أخذ حاجته من المازوت بما وما يتوفّر لديه من مال من أحد الباعة فإنّ “قسد” لا تسمح إلّا بالشراء عن طريق مندوبيها و تحت فرض شروطها ، وذلك بعد إلغائهم للخزَّانات الخاصّة .
وبسبب الأسعار المرتفعة وقِلّة توفر المال وازدياد برودة الشتاء يلجأ الكثير من أهالي الرقّة إلى استبدال المازوت بالكاز وذلك بسبب رخص سعره إذ يتراوح سعر اللّتر الواحد بين 400 و 500 ليرة سوريّة ، إلّا أنّ نسبة خطره كبيرة والتي تؤدّي في كثيرٍ من الأحيان إلى التسبّب بانفجارات أو اشتعال حريق، ولا يقتصر استخدام الكاز على التدفأة فقط بل أيضًا على استخدامه في الطبخ عِوضًا عن الغاز الذي بات تحصيله أيضًا ليس بالأمر السهل حيث بلغ السعر الحرّ لجرّة الغاز 15500 ليرة سوريّة ، بينما تُباع عن طريق المندوب أو ما يُعرَف باسم ” الكومين” 3000 ليرة سوريّة.
هذا وتشهد معظَم أحياء الرقّة انقطاعًا مستمرًّا وهو ما يحرم الأهالي من استخدام مدافئ الكهرباء والسخّانات التي توفّر الماء الساخن ، وتخفّف في الوقت نفسه من عبئ استخدام المازوت المتواصل .
كما ولم يقتصر توفّر المازوت على المنازل فحسب بل على عددٍ من القِطاعات الخدميّة مثل الأفران والمزاصلات وكذلك الخدمات الزراعيّة، وأنّ الكميّات المرسلة من حقل “عمر” و ” الحسكة ” لا تكفي ، فيما عزَا مراقبون إلى أنّ السبب يعود إلى الإمدادات التي ترسلها “قسد” إلى مناطق النظام الذي هو بدوره يتّبع الطريقة نفسها في توزيع المازوت والغاز ضمن مناطق سيطرته.