صادف يوم امس 21 سبتمبر اليوم العالميّ للسلام والذي عُيّن بموجب قرار الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة 36/67 حيث احتُفل بأوّل يوم للسلام في أيلول/سبتمبر مم العامّ 1982.
وفي عام 2001 كانت قد صوّتت الجمعيّة العامّة بالإجماع على القرار 55/8282 الذي يعيِّن تاريخ 21 أيلول/سبتمبر يومًا للامتناع عن العنف، ووقف إطلاق النار ، و تعزيز مُثل وقيم السلام في أوساط الأمم والشعوب.
ففي الوقت الذي تحتفل بقاعٌ من العالم بيوم السلام، تغيب هذه الكلمة وبما تحتويه من معانٍ عن ساحات الأرض السوريّة، حيث أنّ الكلمة كانت ولا تزال للحرب و جرائرها، إذ لا يزال الشعب السوريّ يصارع وبشكلٍ يوميّ الموت، وذلّ الحياة وقسوتها.
و لا تزال آلة الحرب على مدى عشر سنوات تحصد أرواح السوريين، ليس هذا فقط بل حصدت حتّى ماء الوجه الذي كان يتكفّف السوريّ به عن ذلّ السؤال، حيث أصبح ذلّ السؤال وإهانة الجواب واقعٌ يوميّ يتسوّل فيه المواطن السوريّ قوت يومه من على قارعة الطرق التي استباحتها ميليشيا الأسد، وميليشيا قسد وغيرها من الميليشيات التي تنهب أرض وخيرات الشعب السوريّ.
عشرة أعوام وسوريا بلا سلام، والشعب السوريّ بلا أرض تراهم مترامين في أصقاع الأرض، أطفال سوريا بلا مدارس ومنهم بلا آباء ولا امهات، وسجونها تعجّ بالمعتقلين الذين ناضلوا ولا يزالون يهتفون باسم الحريّة الأمل والسلام المنشود.
فسوريا اليوم أرض تتصارع عليها القِوى المحليّة و العالميّة، تتنهاشها الدول الكبرى لتحقيق مصالحها، تتدّعي فيه إحلال السلام الذي لا تملك حلّه، فأصبح حال السوريّ لا يخفى على أحد، حيث لم يعد هناك أرضٌ مقابل السلام.