حملة جديدة للتجنيد الإجباري أطلقتها ميلشيا قسد في مدينة الرقة، حيث أقدمت الميلشيا على نشر عناصر من الشرطة العسكرية على عدد من الحواجز على أطراف مدينة الرقة لاعتقال الشبّان بغية سوقهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري، وتوزعت الحواجز حسب المناطق التالية :
-حاجز المشلب
-حاجز الكسرات
-حاجز الفروسية
-حاجز السباهية
-حاجز الأسديّة
هذا وتجدّد حملات التجنيد في الرقّة بين الفينة والأُخرى حيث كان آخرها في 25 يوليو الماضي إذ قامت ميليشيا ” قسد” بحملة اعتقالات طالت العديد من الشبّان من أبناء الرقّة، حيث تمّ اعتقالهم من على حواجز الميليشيا المنتشرة عند مداخل مدينة الرقّة، وذلك من أجل زجّهم في معسكرات التجنيد الإجباريّ.
خطف الفتيات من أجل زجّهن في معسكرات “قسد”
وعلى الرغم من منادة ” قسد” بحريّة المرأة وإطلاق الشعارات الرنّانة حولها إلّا أنّ خطف الفتيات من أمام منازلهن جائزٌ، حيث أقدمت وحدات حماية المرأة أحد أذرع حزب العمال الكردستاني الإرهابي على خطف الطفلة شادن الدرويش البالغة من العمر ١٥ عام من أمام منزل ذويها في قرية حمرة جماسة شرق مدينة الرقة في شهر آب الجاري، كما سبقها في شهر يوليو الماضي أيضًا التجرؤ وخطف الطفلة ” ابتهال عبدالله حوران الغبين الفدعاني” 15 عامًا من حيّ المشلب، ويبقى الهدف من هذا الخطف هو إرسال الفتيات المخطوفات إلى معكسرات القتال التابعة للميليشيا، حيث لم تعد الطفلة ابتهال إلى ذويها إلّا بعد مفاوضات بين عشيرة الفدعان التي توعّدت ” قسد” بالرّدّ في حال لم تتمّ إعادة الفتاة، وهو الأمر الذي جعل “قسد” ترضخ لمطالب عشيرة الفدعان، بالإضافة إلى رفض ” قسد” تسليم تسجيلات الفيديو الخاصّة بالمناطق التي يتمّ بها الخطف، حتّى لا يتمّ فضح انتهاكاتهم بحقّ المدنيين.
ولا تزال ” قسد” تتّبع هذا الأسلوب من الخطف والاعتقال منذ دخولها الرقّة عامّ 2017 حيث كانت تقوم باعتقال الشبّان وزجّهم في معاركها ضدّ تنظيم داعش، واستمرّ هذا الحال مع بدء عمليّة ” نبع السلام” التي شنّتها تركيا في أكتوبر من العامّ الماضيّ ضدّ ” قسد” وذلك بهدف تطهير حدودها الجنوبيّة مع سوريا، على اعتبار أنّ ” قسد” والمكوّنة من تنظيمي pkk و YPG تنظيمين إرهابيين يجب محاربتهما.
أحداثٌ تجعل من ” قسد” في حال تخبّطٍ دائم حيال ما يجري ضدّها، خاصّة وأنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة سحبت يدها من دعم الفصائل الكرديّة، لتضع مصيرها في يد تركيا باعتبار أنّ تركيا تعلم كيف تؤمّن حدودها بحسب الرأي الأميركيّ.
وهذا ما دفع ميليشيا ” قسد” بين الفينة والأُخرى بشنّ عمليّة انتقاميّة تطال بها الشبّاب من أبناء الرقّة وزجّهم في حروبها التي أخذت تنحسر شيئًا فشيئًا تحت الضربات التركيّة، ولم يشفع انتشار فيروس ” كورونا” لهؤلاء الشباب من الاعتقال الجائر بحقّهم على الرَّغم من أنّ ” قسد” تقوم بعمليّات الحيطة حِيال الفيروس حسب ما يمليه عليها هوى الحال.
ولا تُذكّرنا هذه الحالة من التخبّط والحملات التي تقوم بها ميليشيا قسد في الرقّة إلّا بتخبّط تنظيم ” داعش ” وقيامه بنفس هذه الحملات و اعتقال شباب الرقّة خاصّة أيّام الحملة الدوليّة ضدّه والزجّ بهم في حروبه التي لا هدف منها سوى إزهاقًا للأرواح، وتسييرًا لأجندةِ ما يصبون إليه، ليبقى الشباب الرقّي في الداخل يُصارع خوف الاعتقال الفجائيّ، أو الموت في حال الرفض، وهو الحال أيضًا على حواجز نظام الأسد.