شهِدَت الأيّام القليلة الماضيّة حالة غضب بين الأهالي في ريف دير الزور الشرقيّ وميليشيا “قسد” كانت فيه الصَّولة للعشائر، فتدخّلَت على إثره واشنطن “كمَحضر خير” وذلك في محاولةٍ منها لامتصاص غضب العشائر، واسترضائهم، وذلك حرصاً على المناطق التي تتركّز فيها حقول النفط.
اشتباكات في ريف دير الزور بين العشائر وقسد:
شهِد ريف دير الزور الشرقيّ خلال الأيّام الماضيّة موجة احتجاجات ومواجهة مسلّحة بين أبناء العشائر وميليشيا “قسد” وذلك على خلفيّة الاغتيالات التي طالت عدد من شيوخ العشائر، وهو ما اعتبره الأهالي بأنّه تطاول على كلّ فردٍ منهم، وجاءت هذه المواجهات بعد فيضٍ من التراكمات التي بدأت منذ وصول “قسد” مدعومةً بالتحالف الدوليّ بقيادة الولايات المتّحدة الأميركيّة، والتي جاءت بقسد لوضعها حارس على الخزّان النفطيّ في محافظة دير الزور، وكان من بين جعبة التراكمات تدهور الواقع المعيشيّ في ريف دير الزور وغيره من مناطق سيطرة “قسد” وغياب الخدمات العامّة، في وقتٍ تتّهم فيه “قسد” العشائر بالتستُّر على خلايا لداعش بحسب زعهمها. – ولكنّ السبب الرئيسي لتفاقم الأزمة بين العشائر و” قسد” هو إعلان واشنطن عن توقيع عقد بين شركة نفط أميركيّة و وبين “قسد” لاستثمار المنشآت النفطيّة من دون أيّ اعتبار للعشائر هناك.
هذا وكان قد عاد الهدوء إلى ريف دير الزور بعد ساعات طويلة من الاشتباكات كانت العشائر قد سيطرت فيها على كثير من المراكز التابعة لقسد ، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين مدنيين وجرح آخرين، وتزامنت الاحتجاجات في كلّ من بلدات الحوائج، ذبيان، الشحيل وطالب المحتجين بالكشف عن مرتكبيّ عمليّات الاغتيال بحقّ شيوخ العشائر ومحاسبتهم، حيث شهد الأسبوعان الماضيان عدّة عمليّات اغتيال طالت كلًّا من الشيخ “سليمان الكسّار” المتحدّث باسم عشيرة العكيدات، و “مطشر الهفل” شيخ عشيرة العكيدات ، والشيخ “علي الويس” من قبيلة البكّارة، إذ قابلت “قسد ” تلك الاحتجاجات والمطالبات بفتح النيران على المحتجّين، ودفعها لنشر الحواجز، وفرض حظر للتجوال في البلدات التي شهدت الاحتجاجات.
ويُذكر أنّه تم في وقت سابق من هذا العام اغتيال الشيخ “بشير الهويدي” أحد شيوخ عشيرة العفادلة في أكتوبر/ 2018، دون أي محاولات من قسد كسلطة أمر واقع على فرض الأمان في مناطق سيطرتها ولا التحقيق عن ملابسات عمليات الاغتيال الحاصلة، وهو ما يوضّح، ويبيّن موقف “قسد” للتخلّص من كبار العشائر و وُجهائها الرافضين لتواجدها في وقتٍ يقوم شيوخ عشائر أُخرى بتقليد الحكم لقسد وإلباسها العباءة لتولّي أمورهم وهم من تبحث عنهم “قسد” لتفرض نفسها في مناطق سيطرتها رغم الرفض من الأكثريّة لوجودها.