قامت يوم أمس ميليشيا “قسد” بحملة اعتقالات طالت العديد من الشبّان من أبناء الرقّة، حيث تمّ اعتقالهم من على حواجز الميليشيا المنتشرة عند مداخل مدينة الرقّة، بغية زجّهم في معسكرات التجنيد الإجباريّ.
هذا وقد أقدمت “قسد” منذ نحو خمسة أيّام على التجرؤ و خطف الطفلة “ابتهال عبدالله حوران الغبين الفدعاني” 15 عامًا من حيّ المشلب، وذلك بهدف إرسالها إلى معكسرات القتال التابعة للميليشيا، وهو ما دفع أبناء عشيرتها للاجتماع والتفاوض مع الميليشيا من أجل إعادة الفتاة، حيث لا تزال الاجتماعات قائمة لوجهاء “الفدعان” منذ اليوم الأوّل لعمليّة الاختطاف، حيث سيقومون بالرّد على “قسد” في حال رفضها تسليم الفتاة لذويها، بالإضافة إلى رفض ” قسد” تسليم تسجيلات الفيديو الخاصّة بالمنطقة حتّى لا يتمّ فضح انتهاكاتهم بحقّ المدنيين.
ولا تزال ” قسد” تتّبع هذا الأسلوب من الخطف والاعتقال منذ دخولها الرقّة عامّ 2017 حيث كانت تقوم باعتقال الشبّان وزجّهم في معاركها ضدّ تنظيم داعش، واستمرّ هذا الحال مع بدء عمليّة “نبع السلام” التي شنّتها تركيا في أكتوبر من العامّ الماضيّ ضدّ “قسد” وذلك بهدف تطهير حدودها الجنوبيّة مع سوريا بحسب زعمها، على اعتبار أنّ ” قسد” والمكوّنة من تنظيمي pkk و YPG والذين تعتبرهما تركيا إرهابيين يجب محاربتهما.
أحداثٌ تجعل من ” قسد” في حال تخبّطٍ دائم حيال ما يجري ضدّها، خاصّة وأنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة سحبت يدها من دعم الفصائل الكرديّة، لتضع مصيرها في يد تركيا باعتبار أنّ تركيا تعلم كيف تؤمّن حدودها بحسب الرأي الأميركيّ.
وهذا ما يدفع “قسد” بين الفينة والأُخرى بشنّ عمليّة انتقاميّة تطال بها الشبّاب من أبناء الرقّة وزجّهم في حروبها التي أخذت تنحسر شيئًا فشيئًا تحت الضربات التركيّة، ولم يشفع انتشار فيروس “كورونا” لهؤلاء الشباب من الاعتقال الجائر بحقّهم على الرَّغم من أنّ “قسد” تقوم بعمليّات الحيطة حِيال الفيروس حسب ما يمليه عليها هوى الحال.
ولا يُتُذكّرنا هذه الحالة من التخبّط والحملات التي تقوم قسد في الرقّة إلّا بتخبّط تنظيم ” داعش ” وقيامه بنفس هذه الحملات و اعتقال شباب الرقّة خاصّة أيّام الحملة الدوليّة ضدّه والزجّ بهم في حروبه التي لا هدف منها سوى إزهاقاً للأرواح، وتسييراً لأجندةِ ما يصبون إليه، ليبقى الشباب الرقّي في الداخل يُصارع خوف الاعتقال الفجائيّ، أو الموت في حال الرفض، وهو الحال أيضًا على حواجز نظام الأسد.