لا يزال فريق الاستجابة الأوليّة في الرقّة السوريّة يواصل انتشال الجثث من المقابر الجماعيّة التي لا تزال تظهر بين وقتٍ وآخر وكان آخرها مقبرة تلّ زيدان الواقعة شرقيّ الرقّة بنحو 5 كم.
وبحسب قائد فريق الاستجابة الذي أفاد باستخراج 234 جثّة من مقبرة تلّ زيدان، وأضافَ أنّ الجثث المستخرجة تتراوح أعمار أصحابها بين 35- 25.
هذا وكان فريق الاستجابة قد استخرج في شهر نيسان الماضي نحو 200 جثّة من منطقة الحمرات شرقيّ الرقّة كان أصحابها قد قضَوا في قصف التحالف على الرقّة في 2017 ضدّ تنظيم داعش، دون الوضع بالحسبان مصير الآلاف من الأهالي هناك.
هذا وتوزّعت المقابر السابقة في منطقة البارنوراما والتي تُعدّ أكبر مقبرة جماعيّة في الرقّة، بالإضافة إلى المقابر التي تتوزّع في الحدائق، أو حتّى المتواجدة تحت الأنقاض والتي يتمّ اكتشافها بشكلٍ دوريّ، إذ يتولّى الفريق في كلّ مرّة عمليّة توثيق الجثث ونقلها إلى مقابر مخصّصة ليتمّ التعرّف عليها لاحقًا من قبل ذويها.
هذا وقد بلغ عدد الجثث المستخرجة من المقابر الجماعيّة خلال العامين الماضيين نحو 6 آلاف جثّة تعود غالبيتها لمدنيين من محافظة الرقّة .
ولم تكن معظم المقابر الجماعيّة نتاج التحالف الدوليّ فقط ، بل وأيضًا تنظيم داعش الذي خلَّف وراءه مقابر جماعيّة تعود لمدنيين من أبناء الرقّة كان التنظيم قد أعدمهم بشكلٍ ميدانيّ في ساحات الرقّة أو داخل سجونه وكان أكثرهم من عناصر الجيش الحرّ الذين أسرهم خلال حربه معهم معهم في يناير 2014 أو حتّى ممّن تمّ إعدامهم بشكلٍ فرديّ والذين هم غالبيّتهم ممّن رفضوا سياسة التنظيم القمعيّة، وطريقة السيطرة التي جاء بها ، ويُضاف إليهم الأسرى والرهائن الأجانب من الصحفيين أو العاملين في المجال الإنسانيّ.
وتأتي ظاهرة المقابر الجماعيّة من كون أنّ أهالي الرقّة لم يعُد بإمكانهم دفن موتاهم في الأماكن المخصّصة لدفن الموتى ، وذلك بسبب اشتداد وطأة الحرب آنذاك ، ممّا اضطرّهم إلى دفنهم إمّا في فناء منازلهم أو الحدائق العامّة ، أو الساحات الكبيرة الخالية ، أو الملعب البلديّ.
ويُذكَر أنّ عدد المقابر الجماعيّة المكتشفة في الرقّة بلغ نحو 26 مقبرة حتّى الآن.