لاتزال حملة الإعدامات تطال أهالي ريف الرقّة الشرقيّ الخاضع لسيطرة نظام الأسد وميليشياته الإيرانيّة والتي قامت يوم الثلاثاء 16 / يونيو بإعدام كلٍّ من حسين الخلف الحسن- صالح الخلف الحسن- عبد المحسن العلي المصلح -فايز المدلج في بادية الغانم العِلِي في ريف الرقّة الشرقيّ حيث قامت الميليشيات بالهجوم عليهم في مخيّم لرعاة الأغنام في البادية، ولم يكتفوا بإعدام الأشخاص المذكورين، بل قاموا بحرق المحاصيل الزراعيّة، وخطف أربعة أشخاص من الرعاة إذ لا يزال مصيرهم مجهولًا حتّى الآن.
وليس ببعيد وبالتحديد يوم 4 / أبريل 2020 أقدَمت الميليشيات على تنفيذ الإعدام بحقّ ثمان أشخاص بينهم امرأتين من أهالي معدان والواقعة أيضًا في الريف الشرقيّ، وكانوا يقومون برعي الأغنام أيضًا.
وبعمليّةِ غدرٍ مشابهة وفي مطلع عامّ 2020 والتي تلقّى يومها أهالي الرقّة خبر استشهاد 21 شخصًا من أهالي معدان على يد الميليشيات الإيرانيّة هناك والتي جاءت انتقامًا وردًّا على مقتل قائد الحرس الثوريّ الإيرانيّ قاسم سليماني الذي قُتِل بصاروخٍ أميركيّ في مطار بغداد قادمًا من دمشق، إذ قامت الميليشيات آنذاك بإطلاق النار على المدنيين ثمّ نحرهم بالسكاكين.
وفي حادثة مشابهة من عامّ 2019 استُشهد عدد من أهالي الرقّة وبطريقة الإعدام أيضًا أثناء جمعهم لثمار ( الكمأ) في بادية الشاميّة، وكانت الأيادي تشير آنذاك إلى قيام تنظيم داعش بتلك الفعلة، وذلك انتقامًا من أهالي الرقّة عقب خروجها من يد التنظيم إلى يد ميليشيا “قسد” عامّ 2017.
بالإضافة إلى تجدّد هذه الإعدامات بين الفينة والأُخرى يعيش ريف الرقّة الشرقيّ حالُهُ حالَ باقي مناطق الرقّة وسوريا حالةً من قسوة المعيشة بالإضافة إلى التقييد الذي يفرضه نظام الأسد وميليشياته الارهابية، ومايترتّب عليه من تلاعب بأقوات الناس وأرزاقهم، وهو الشيء نفسه الذي تفعله “قسد” في الرقّة ومناطق أُخرى تسيطر عليها.
ويُذكَر أنّ ريف الرقّة الشرقيّ يقع تحت سيطرة النظام وميليشياته، وجاءت تلك السيطرة بعد تسليمه من قِبَل تنظيم “داعش” عامّ 2017 و الذي لاتُنسى أفعاله، ولا تفرُق عمّا تقوم به الميليشيات المسيطرة على محافظة الرقّة.
قِوَى متصارعة، و انتقامات لا يذهب ضحيّتها سوى المدنيين الذين يدفعون الثمن يوميًّا لصراعات ٍ دوليّة اختارت الأرض السوريّة لتصفية حساباتها.