في وقتٍ بدأ فيه العالم يحاول التماشي مع وضع وباء كورونا بين شدٍّ وبسط، لازال كلّ من النظام السوريّ وميليشيا ” قسد” إلى الآن لا يستطيعون إدارة أزمة كورونا رغم ما مرَّ عليهم من أزماتٍ سابقة لم يستطيعوا التعامل معها.
ففي ظلِّ تعامل كِلا الطرفين مع أزمة كورونا بشكلٍ يشبه الفوضى من خلال فرض الحظر “بالاسم” في الأسواق والدوائر العامّة والمؤسسات الحكوميّة، يتعامل النظام وقسد مع المعابر والمنافذ بينهما بنفس الطريقة داخل المدن والمناطق التي تحت سيطرتهما، فمنذ انتشار الوباء تمّ إغلاق الطرق المؤدِّية بين المحافظات السوريّة التي تخضع لسيطرة نظام الأسد، وكذلك بينها وبين الطرق المؤدّية إلى مناطق سيطرة قسد، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعيّ منذ يوم الأحد الماضي 10 أيّار، أنباءً عن فتح معبر “شعيب الذكر” الواصل بين مناطق سيطرة الطرفين في ريف الرقّة الغربيّ.
واليوم وسط تداول خبر فتح الطريق بين الرقّة وحلب وذلك بعد دعوات من الأهالي والطلبة العالقين منذ نحو شهرين لفتحه، جاءت الموافقة من كِلا الطرفين بفتح الطريق بين حلب والرقّة، وبعد شدّ الرحال والسفر من وإلى المنطقتين قام النظام بعرقلة الطريق وسط إهانة وإذلال للأهالي المتّجهين نحو الرقّة، وجعلهم في حالة انتظار لمدّة تجاوزت الأربع ساعات على حاجز “أثريا” ليُسمحَ لهم بعدها بالعبور إلى مناطق قسد مُعبِّراً أنّ هذه هي حدود دوليّة وليست بمعابر وكأنّ نظام الأسد المتهالك يعترف بسيادة ميليشيا قسد على الرقّة وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وعبَّرَ الكثير من أهالي الرقّة القاطنين في مناطق النظام للرقة تُذبح بصمت عن استيائهم من المعاملة التي يُبديها النظام تجاه عودة البعض من أهالي الرقّة للاطمئنان عن بيوتهم وممتلكاتهم، وقضاء عيد الفطر هناك.
إلّا أنّ النظام يأبى إلّا أن يمسك العصا من المنتصف، فهو آخذ في التضييق بأحكامه وقوانينه المتعلّقة بفتح الطريق المؤدّية حيث تواردت الأنباء عن أنّه سيتمّ فتح الطريق إلى الرقّة يومي الثلاثاء والأربعاء، على أن يكون يوم المغادرة منها يوم الخميس إلّا أنّ هذه الأنباء غير مؤكّدة حتّى لحظة إعداد التقرير.
ويُذكَر أنّ ميليشيا قسد كانت قد أصدرت قرار بالسماح بدخول الرقّة والخروج منها ابتداءً من الثلاثاء 19 أيّار وحتّى الثلاثاء 26 أيّار .