سعى التنظيم منذ سيطرته على مدينة الرقة كما هو الحال في بقية المدن والبلدات الخاضعة لسيطرته الى محاولة اجتذاب الاشخاص الى صفوفه من خلال الترغيب والترهيب لكن كان على قناعة ان تلك البيعات من الكبار لن تكون بمستوى بيعة الطفل الذي سيكبر ويكبر معه فكر داعش المتطرف ، ولربما سيكون هنالك فكر جديد اكثر قسوة وتطرف مما شهدناه من التنظيم الى هذا الوقت .
قام التنظيم بعد سيطرته على المدينة بداية العام 2014 الى التضييق على العملية التربوية من خلال التدخل بالمدارس والمدرسين ومحاولة خلق مدارس خاصة للذكور وأُخرى للإناث ” كوادر وطلاب ” ، لكن كان هم التنظيم الاكبر هو الاعداد لمكتبه التعليمي ، فقام التنظيم وخلال النصف الثاني من العام الدراسي 2013/2014 بمداهمة واعتقال عدد من الطالبات من ثانويات المدينة ، وجلد العديد من المعلمين لأسباب عدّة بعضها لما يقوم المدرس بإعطائه للطلاب والآخر يخص المحظورات التي منعها التنظيم من تدخين وما الى ذلك ، ومع نهاية العام الدراسي وقرب امتحانات الشهادات [ ثانوي – اعدادي ] قام التنظيم بمنع الطلاب بدرجة ما من مغادرة المدينة والمحافظة لتقديم الامتحانات خارج حدود المحافظة والتي قام هو بمنعها بالمحافظة اصلاً ، وتم خلال ذلك اعتقال الطلاب العائدون من بقية المحافظات من بعد انتهائهم من تقديم الامتحانات ومنعهم لاحقاً من المفاضلة او الدوام على الجامعات من خلال تمزيق دفاتر الخدمة الالزامية لمنع فكرة مغادرة ارض الخلافة نهائياً .
خلال فترة صيف 2014 كثف التنظيم من خيمه الدعوية في الاحياء والعربات التابعة للمكتب الدعوي والتي تجوب المحافظة شمالاً وجنوباً ، شرقاً وغرباً ، والتي كانت تستهدف الاطفال الذين بات الشارع هو المكان الوحيد لهم ، حاول من خلال تلك النشاطات اجتذاب اكبر عدد ممكن من الاطفال والذين انتسبوا الى معسكراته التي تعنى بتجنيد الاطفال وبحسب العمر ، فالتنظيم يقسم الاطفال الى 3 فئات :
- فئة تبدأ من عمر 8 سنوات الى 12 سنة .
- فئة تبدأ من 13 سنة الى 14 سنة .
- فئة تبدأ من عمر 15 الى 16 سنة .
يتم اعداد الاطفال فيها ليكونوا من كوادر التنظيم ، يستعملهم في الحراسة والدوريات وحتى العمليات العسكرية والانتحارية وكان احد منفذي عملية انتحارية بمنطقة عين عيسى طفل لا يتجاوز ثلاثة عشر عاماً واخر نفذ عملية انتحارية بمطار الطبقة العسكري عمره قرابة اثنى عشر عاماً .
وكانت المعارضة بعد بسط سيطرتها على مدينة الرقة في آذار 2013 صبت جل اهتمامها الى متابعة الطلبة لتعليمهم وسهلت لذلك من خلال مكاتب التعليم بالمجالس المحلية التي رممت القسم الاكبر من مدارس المدينة والمحافظة وكذلك المكاتب التعليمية الأُخرة من تربية حرة وامتحانات والتي تتبع لمكاتب المعارضة وبدورها ادارت امتحانات 2012/2013 بشكل مقبول الى حد ما بالنسبة للإمكانيات المتاحة واستطاعت ان تقوم بافتتاح كافة المدارس وبنسبة التزام جاوزت 95% من الطلاب مع بداية العام الدراسي ايلول 2013 .
هذا و اطلق التنظيم اعلاناً في اواخر الصيف عن نيته لطباعة مناهج خاصة به وناشد ذوي الخبرة بإعداد المناهج من معلمين واختصاصين الى مراجعة ديوان التعليم وكرس الديوان كامل امكـانيات التنظيم من مطابع وقدرات مادية لإعداد وطباعة ذلك المنهاج .
ومع بداية العام الدراسي 2014/2015 قام التنظيم بالمماطلة بافتتاح المدارس وصادر جميع المناهج السابقة وقام بإحراقها وفتحت المدارس لطلاب المرحلة الابتدائية وترك للمعلم الحرية بإعطاء الطلاب مبادئ القراءة والحساب لكن سرعان ما اصدر قراراً بإغلاق المدارس بسبب عدم التزام المعلمين بالدورات الشرعية التي اعلن عنها وعدم الانتهاء من منهاجه الخاصة ، واصدر هنا بياناً وضح فيه ان المنظومة التعليمية السابقة مؤسسات وافراد هي كافرة وتدعو للكفر ومنع تعليم المناهج التي اعتبرها تدعو للعلمانية والكفر ومنع في هذا البيان الطلاب من مغادرة ارض الخلافة الى مناطق الكفار لمتابعة التعليم والغى المعاهد الخاصة التي قام هو بترخيصها وشدد في العقوبات لمن يخالف ذلك واشترط على المعلمين ان يستتيبوا يبرئوا من الكفر الذي هم فيه وان يخضعوا لدورات خاصة من اجل اعداداهم شرعيا ليكونوا جاهزين للتدريس في مدارس ارض الخلافة .
كان التنظيم يسعى الى اعداد مدارس خاصة به وبفكره وحسب منهجه وتقوم بإعداد وتخريج وتعليم الطلاب حسب رؤيته التعليمية ، هنا جاءت احدى قرارات ديوان التعليم التي اعلن فيها عن انشاء معهد اشبال الخلافة المركزي الذي ركز على تعليم الطفال العلوم الشرعية واعدادهم بدنياً وتعليمهم فنون القتال حتى يكون قادرين على استلام راية الجهاد حسب بيان التنظيم خاتماً البيان بعبارة ” كتاب يهدي وسيف ينصر ” .
لكن خلال الايام القليلة الماضية انتهى التنظيم من الاعداد لمجموعة من المدارس فقام بافتتاح عدد من المدارس وعددها 24 مدرسة اثنا عشر منها للذكور واثنى عشر للإناث قام خلاها بتغيير اسماء المدارس فأصبحت اسماء المدارس ( ابو مصعب الزرقاوي – وفاطمة بنت محمد – ام عمارة – اروى بنت عبد المطلب – عبد الله بن مسعود – احد ….الخ ) ، واعدو الخطة التدريسية لهذه المدارس فلم يعد هنالك ( موسيقى – رياضة – رسم ) نهائياً او أي من الانشطة بل الغيت كذلك مواد ( الكيمياء – الفلسفة – التربية الوطنية – التربية الاسلامية ) وقامت بتعديل كامل لمادة اللغة العربية والتاريخ واضافت كتب جديدة هي كتب التوحيد .
كما اعلن التنظيم سابقاً عن مسابقة لتوظيف المعلمين تقدم للمسابقة عدد تجاوز المئة وخمسون معلم تم قبول ستون منهم من بعد فحص عقيدة المتقدم فقبل الذي عقيدته وفكره منسجم مع فكر التنظيم واحيل المقبولين الى للخضوع لدورة شرعية مكثفة مدتها قرابة الاسبوع من اجل ان يكونوا جاهزين للعمل في البنية التعليمية الخاصة بالتنظيم .
الأن اطفال الرقة في مدارس التنظيم ، وستكون مدارسه هي المعسكرات التي سعى دائماً لاجتذاب الاطفال اليها ، ستتم من خلالها الى إنشاء اطفال يحملون فكر التنظيم ويقاتلون من اجله ، مدارس تحت رعاية الخليفة ومكتبه التعليمي من الف الى الياء تغرس القيم لتنمو في بيئة خصبة لفكره ، الطفل هو فيها الاكثر ضعفا والاكثر تأثراً والاسهل اجتذاباً ولانهم يدركون ان فترة شهر واحد فقط كافي لديهم لتتم عملية وتلقين وبرمجة الاطفال ، بحيث يصعب بعدها نزع تلك الافكار من ذهن الطفل نهائيا ويكون مستعداً لتقتل والديه اذا اقتضت الضرورة وجاءت الاوامر بذلك .
خاص – الرقة تذبح بصمت
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.