هاهو موسم الحصاد يبدأ في محافظة الرقّة السوريّة وسط خوفٍ متجدّدٍ لدى أهالي المنطقة من حدوث حرائق مشابهة للحرائق التي حصلت العامّ الماضيّ، خوفٌ آخذٌ في طريقه يتسلّل إلى قلوب المزارعين قلقين من تحربةٍ مشابهة.
ففي العامّ الماضي تمّ إحراق أكثر من 5 آلاف هكتار مزروعة بالقمح والشعير في الرقّة وريفها، ما كانت تنطفئ في أرض حتّى تندلع في أُخرى، حيث قُدِّرَت الخسائر آنذاك بنحو 10 مليار ليرة سوريّة، ولم يُعرَف آنذاك من هو المُسبِّب لها، لكنّ أصابع الاتّهام توجّهت نحو ثلاثة أطراف ولعدّة أسباب:
-الطرف الأوّل: النظام السوريّ، وذلك بسبب منع ميلشيا قسد توريد القمح إليه، ولينتقم من الأهالي.
–الطرف الثاني: ميليشيا قسد ، وكانت المتّهم الأبرز والأوضح خاصّةً وأنّها لم تكن تبدي أيّ اهتمام من ناحية إطفاء الحرائق التي كانت تندلع في المحاصيل، وذلك لبثّ الرعب في قلوب السكّان بحجّة أنّ تنظيم داعش هو من افتعلها، وفي نفس الوقت كانت تهدف إلى تجويع السكّان وسرقة خيراتهم من أجل ترك أراضيهم وتهجيرهم من الرقّة.
-الطرف الثالث: تنظيم داعش الإرهابي، والذي لا هدف له سوى الانتقام من الرقّة وأهلها، وذلك بعد أن سلّمَ الرقّة وريفها لكلٍّ من النظام السوريّ وميليشيا ” قسد” عامّ 2017 والخوف يتجدّد هذا العامّ لدى أهالي الرقّة والجزيرة السوريّة عامّةً.
وتُعتَبَر الرقّة بلد زراعيّ إذ تشكّل الزراعة فيه نحو 75% من مساحته، وتعتمد الأراضي نوعين من الزراعة:
1- الزراعة البعليّة : والتي تكون عن طريق الأمطار.
2- الزراعة المرويّة: وتكون عن طريق حُفَر وأحواض ، او ريّ بالتنقيط والرشّ، وتُعتبر الزراعة المرويّة هي الغالبة كون أنّ نهر الفرات يمرّ بها، والذي لم يشفع مروره في إخماد حرائق الموسم الماضيّ.
ويتطلّع أهالي الرقّة والجزيرة السوريّة نحو موسمٍ خيّر يطفئ هواجس ما تعرّضوا له الموسم الماضي.