مع دخول شهر رمضان الكريم والذي تزامن مع انتشار فايروس كورونا الذي أصبح جائحةً طالَت العالم أجمع، تطلّبت تعاونًا على مستوى الدول لمواجهة هذا الوباء، وهاهي محافظة الرقّة كما في كُلّ مرّة يقوم أهلها بالتضامن لمواجهة أيّ صعوبة أو محنة تطالهم، وذلك من أجل تخفيف انعكاسات الحجر المنزليّ من جهة، ومن جهةٍ تأمين احتياجات الشهر الفضيل، إذ تُصوِّر هذه المبادرات التضامنيّة مدى وأهميّة التكاتف الاجتماعيّ في مثل هذه الأزمات خاصّة وأنّه لم يُعرَف إلى الآن مُدّة زمنيّة مُحدّدة لانتهاء الفايروس المستجدّ.
وحال الرقّة كما أيّ مكان في العالم حيث قامت الإدارة الذاتيّة التابعة لميليشيا قسد بفرض حظر تجوّل احترازيّ لتجنّب انتشار مرض (كوفيد-19) وبدأت مدّة الحظر من 23 آذار الماضي ومستمرّة إلى اليوم، ويُستثنى من الحظر المشافي والمراكز الصحيّة، والمنظّمات الدوليّة، والصيدليّات، والأفران، ولجان التعقيم، وسيّارات الموادّ الغذائيّة وحليب الأطفال، والمحروقات.
الأهالي بين قلّة العمل وارتفاع الأسعار
ومع فقدِ الكثير من أهالي الرقّة لعملهم عندما وجدوا أنفسهم مُلزمين على عدم مغادرة منازلهم، وما ترتّب عليهم من عدم القدرة على تأمين مسلتزماتهم المنزليّة، وحاجاتهم اليوميّة، قام عدد من الأهالي ميسوري الحال بمبادرة لتوزيع سلل ومعونات غذائيّة وماليّة، وذلك لتأمين ما تتطلّبه فترة الحجر المنزليّ، بالإضافة إلى تأمين الماء والدواء
لم يتوقّف الأمر عند الأهالي داخل الرقّة، إذ لم يتوانَ الكثير ممّن هم مهجّرين في الخارج في دول أوروبا، أو العاملين في دول الخليج العرييّ بتأمين مستلزمات شهر رمضان، من خلال إرسال التبرّعات والمساهمات للأهالي الرقّة في الداخل، وتتوزّع تلك المساعدات إمّا على شكل سلل غذائيّة أو ماليّة.
بالإضافة إلى إقامة عدّة مطابخ خيريّة توزّعت في عدد من مناطق الرقّة، وذلك من أجل تأمين الإفطار خلال شهر الخير.
أمّا بالنسبة للأسعار فقد شهِدت الرقّة ارتفاعًا ملحوظًا في كثير من الموادّ الغذائيّة، وخاصّةً مع انتشار فتيروس كورونا، وقدوم شهر الخير فقد اشتك الأهالي من هذا الارتفاع الجنونيّ في الأسعار، ليترفّعَ الكثير عن شراء بعض المستلزمات ، التي وجدوا أنفسهم في تخلٍّ عنها ، وذلك بسبب عدم توافر العملة بشكلٍ كافٍ بين أيديهم ومايتوافق مع الأسعار.
وهنا أسعار بعض الخضار في الرقّة :
الدولار 1280 ليرة
اليورو 1410 ليرة
الليرة التركية 180 ليرة
الريال السعودي 325 ليرة
اما اسعار الخضار:
1 كغ بندورة 1500 ليرة
1 كغ بطاطا 650 ليرة
1 كغ فليفلة 1500 ليرة
1 كغ ليمون 2500 ليرة
وتُعتبر هذه الأسعار مقارنةً بدول الجوار أسعار عالية، خاصّة وأنّ الرقّة بلد زراعيّ بامتياز، حيث أنّه يُعتَبَر سلّة سوريا الغذائيّة.