تُعتَبَرُ منطقة الجزيرة السوريّة هي السلّة الغذائيّة، وقِوام القوت في سوريا، ولكن مع تدهور الحال في البلاد فقد سجّلت المنطقة تراجعًا حادًّا في الإنتاج الزراعيّ وخاصّةً في قطّاع الحبوب، حيث كانت الحسكة وحدَها تساهم بنحو 65% من إنتاج القمح في سوريا قبل عامّ 2011
وتعود أسباب هذا التدهور لأسباب وعوامل كثيرة ومنها:
إلغاء الدعم المُقدَّم للفلاحين مثل البذار والأدوية ، بالإضافة إلى توالي القِوى العسكريّة هناك وتغيرها بين الفينة والأُخرى خلال السنوات التسع الماضية .
وبحسب وزارتي الزراعة والتجارة في حكومة نظام الأسد فإنّ الإنتاج تراجع بشكلٍ مضطّرد ، إذ يبلغ إنتاج سوريا من القمح 3ملايين و 900 ألف طن قبل اندلاع شرارة الثورة السوريّة ، ليتراجع الرقم إلى مليون و 600 طن ، ليصل في 2015 إلى 425 طن ، و240 طن في عام 2016
وتعدّ الرقّة المحافظة التي تلي الحسكة في إنتاج القمح المرويّ كون أنّ نهر الفرات يمرّ بها ، هذا وقد عانت الرقّة في السنوات الخمس الماضية من تدهور القطاع الزراعيّ وذلك بعد سيطرة داعش على الرقّة ، لتتولّى بعد ذلك ميليشيا قسد السيطرة خاصّة وأنّها في تُعدّ المتّهم والمسؤول الأول عن حرق أكثر من 70 ألف دونمًا في عموم الجزيرة السوريّة مزروعًا بالقمح والشعير اللذان تراجع إنتاجهما بشكلٍ كبير على مستوى سوريا ككلّ إذ بلغ نسبة 1.2 مليون طن ويعتبر هذا أدنى معدّل منذ عام 1989 إذ بلغ الإنتاج آنذاك 4.1 مليون طن ، وتعتبر سوريا البلد المكتفِ ذاتيًّا في مجال إنتاج الغذاء و سيما القمح والشعير.
وبحسب خبراء سوريين وزراعيين في الأمم المتّحدة فإنّ 40% من سُبل العيش السوريّ هو الزراعة، والتي تعرّضت للتراجع في السنوات الماضية وذلك نتيجة الصراع القائم في البلاد، وارتفاع أسعار الأدوية والوقود، والقِوى المسيطرة هناك، بالإضافة إلى عوامل طبيعيّة مثل التصحّر وندرة الأمطار وهي أسباب أدّت لهجر الزراعة من قِبل المزارعيين والبحث عن بديلٍ لها.