الرقة تذبح يصمت
ما بين قساوة برد الشتاء، وقسوة المعيشة والظروف القاهرة يعيش أهالي منطقة “نبع السلام” في الشمال السوريّ من محافظة الرقّة حياة القهر والحرمان.
إذ يشتكي أهالي مدينة تلّ أبيض وبلدة سلوك والقرى المحيطة بهما، يشتكون من على منابر مواقع التواصل الاجتماعيّ من سوء الوضع المعيشيّ، ارتفاعٌ في الأسعار يُقابله شحٌّ في الموادّ الغذائيّة من خبز وخضروات وغيرها من الموادّ الضروريّة ليوم الإنسان، ففي مقطع مصوّر ظهر فيه عدد من أهالي بلدة سلوك في ريف الرقّة الشماليّ يتحدّثون فيه عن فقدان للمواد الغذائيّة بشكلٍ تامّ في البلدة، وفي حال قاموا بتمرير بعض المواد من على الحاجز الذي يديره الجيش الوطنيّ يقومون بدفع مبلغ 2000 ليرة سوريّة للحاجز كضريبة، هذا بالإضافة إلى عدم توافر الكهرباء و المحروقات والتي أصبحت شبه مفقودة مع قدوم فصل الشتاء، وبالتزامن مع تنديد أهالي بلدة سلوك خرج أهالي قرية العلي باجليّة في مظاهرة تندّد بتصرّفات الجيش الوطنيّ، وكذلك المطالبة بتحسين الوضع المعيشيّ للقريّة.
شحّ في الخضار بالإضافة إلى ارتفاع في أسعارها وذلك نتيجة تحصيلها عن طريق التهريب، حتّى سيّارات بيع الخضار الجوّالة أصبح الناس يخشون الاقتراب منها خوفاً من أن تكون مفخّخة، كما حصل في قريتي عين عاروس وعلي باجليّة.
وبالنسبة للمحروقات فقد تراوح سعر لتر المازوت من 190-170 ل.س والكاز نحو 200 ل.س، أمّا البنزين فسعر اللّتر الواحد بلغ 350 ل.س ممّا اضطرّ الأهالي بالاستعانة بالأشجار من أجل التدفئة.
أمّا مادّة الخبز فقد وصل سعر ثلاثة أرغفة إلى نحو 300 ل.س، ورافق هذا الغلاء إغلاق محلّات الوجبات السريعة والمطاعم نتيجة الارتفاع الجنونيّ لسعر الخبز، وكذلك ارتفاع سعر صرف الدولار. هذا بالإضافة إلى شحّ في المياه ، ونفاد مخازن الأدويّة.
لسانُ حال أهالي المنطقة الشماليّة يرسل بشكواه المحمّلة بالألم والقهر والحرمان من جهة، والسخريّة من إنجازات عمليّة “نبع السلام” من جهةٍ أُخرى.
فمن لقمةٍ كانت مغلّفة بذلّ ميليشيا “قسد” وعنصريّتها، إلى معيشةٍ انعدمت فيها أبسط مقوّمات الحياة.