ربما ظن البعض أنه مات، أو أنه تخلى عن طريق إسقاط النظام، أو على الأقل غادر مع الملايين خارج البلاد، لكن الرجل الذي تبول يوما على تمثال حافظ الأسد الأشهر في الرقة، ما زال حاضرا في قلب مشهد مناهضة نظام الأسد، وما زال في الرقة مصمما على مقارعته.
فقد رصدت لقطة لمظاهرات الرقة الأخيرة بتاريخ الثالث الشهر الجاري، مشاركة “حسون الطه” المعروف بلقب “أبو طه المرندي”، مرتديا لباسه العربي الكامل، ومتقدما الصفوف، ليؤكد مع المتظاهرين أن الرقة وأهلها باقون، وأن نظام الأسد ومن تابع نهجه –حتى لو ادعى مناهضته- زائلون.
وذاع صيت “أبو طه” كثيرا بعد تحرير الرقة مطلع آذار/مارس 2013، وإسقاط صنم حافظ الأسد الأكبر فيها، فبينما سارع البعض لضرب التمثال بالنعال، وكان آخرون يوثقون لحظة إسقاطه، اختار “أبو طه” التبول على الصنم، في حركة تشير إلى إسقاط هالة “القداسة” و”الأبدية” التي حاول حافظ الأسد وأتباعه خلعها عليه.
وتعد الرقة نموذجا متقدما في سوريا لمحاربة جميع أنواع الطغاة والمستبدين، فقد قارعت نظام الأسد ونجحت في أن تكون أول محافظة تتحرر من سيطرته، قبل أن يختطف تنظيم الدولة تضحيات الجميع ويستفرد بحكم “الرقة” بل ويحولها إلى عاصمة لـ”الخلافة”، حسب تعبيرهم.
وهنا وجد أهالي الرقة أنفسهم في مواجهة استبداد من لون آخر، ما لبث أن رحل لتحل مكانه مليشيا “قسد” و”وحدات الحماية”، ويتعرف الرقاويون من جديد إلى شكل مختلف من أشكال الطغيان، حاربوه وما زالوا، دفاعا عن حقهم في العيش بحرية وكرامة.
ومؤخرا أبرمت مليشيا “قسد” برعاية موسكو صفقة مع نظام الأسد، من أجل تسلميه جزءا من المناطق التي تسيطر عليها (وقد تم بالفعل تسليمه مساحات واسعة).. وهذا ما دفع أهالي الرقة للخروج بمظاهرة احتجاج تؤكد مطلب إسقاط النظام، وتحذر من إعادته إلى المدينة، التي كانت أول مركز محافظة في عموم سوريا تخرج كليا عن سيطرة الأسد.
المصدر : zamanalwsl.net