الرقة تذبح بصمت
هاهي من جديد بذور الموت تُدسُّ تحت الأرض لتغتال مَن فوقها في محافظة الرقّة، فبعد خروج تنظيم “داعش” منذ عامين وكان قد خلّفَ وراءه الكثير من الألغام التي زرعها في بيوت المدنيين، وفي الشوارع، والأزقّة وحتّى الأراضي الزراعيّة، والتي كانت سبباً في فقدِ الكثير من الناس لحياتهم أو حتّى أحد أطرافهم أو عيونهم، فهاهي اليوم تعود ولكن هذه المرّة على يد ميليشيا “قسد” التي لا تقلّ إرهاباً عن تنظيم داعش.
فمع مرور الأسبوع الأوّل على بدء عمليّة ” نبع السلام” والتي تقودها تركيا ضدّ ميليشيا قسد في شمال شرقيّ سوريا وذلك في سعيٍ منها لتطهير الحدود الجنوبيّة للبلاد من تلك التنظيمات المتمركزة هناك، إذ سيطر الجيش التركي و “الجيش الوطني” في الشطر الأوّل من العمليّة على مدينة تلّ أبيض، لتتوقّف العمليّة مؤقّتاً بعد اتفاقٍ مع واشنطن لمدّة 120 ساعة على أن تنسحب ميليشيا “قسد” إلى حدود المنطقة الآمنة التي تمّ تحديدها من قِبَل تركيا و تُقدّر بعمق 35-30 كم ، وكانت قد انسحبت ” قسد” خلال المدّة المفروضة من مدينة “رأس العين” فما كان منها إلّا أن استغلّت فرصة هذا الهدوء، والوقت المُعطى لتنتهج ما انتهجه سلَفها “داعش” للانتقام من السكان المحليين وأبناء المنطقة هناك، حيث عمِلت على زرع عشرات الألغام في الأراضي الزراعيّة، والطرقات، والمنازل لتبدا بزهق أرواح الناس، وتتخطّفهم أثناء تواجدهم في بيوتهم، أو ذهابهم إلى أعمالهم حيث أدت هذه الألغام في الأيّام القليلة الماضية إلى ارتقاء شخصين من سكان قرية الكنيطرة بريف سلوك، فيما أُصيب آخران بجروح بليغة نتيجةً لانفجار أحد هذه الألغام في قرية سعيدة، فيما ادى لغم آخر بوفاة زوجة (ناجي الدادة) جراء انفجار اللغم عليها في قرية الدادات في ريف تلّ أبيض الشرقيّ.
تختلف المُسمّيات بين تنظيمات ومنظّمات ولكن يبقى هدف القتل والانتقام من أبناء الأرض وتهجيرهم بهدف إقامة شرائعهم و دويلاتهم المزعومة.