في اعترافات نادرة أمام المحكمة العليا بمدينة دوسلدروف قالت شابة ألمانية (27 عاما) إنها كانت تمارس الدعارة في مدينة دورتموند قبل أن تلتحق بصفوف “داعش” في سوريا. كيف التحقت بالتنظيم الإرهابي وماذا كانت دوافعها؟
تقبع منذ أشهر في سجن بغرب ألمانيا وتمثل هذه الأيام أمام المحكمة العليا في مدينة دولسدورف حيث يشتبه في انتمائها إلى تنظيم إرهابي أجنبي، المقصود هنا تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، والمشاركة في عمليات قتالية في سوريا.
وسردت المشتبه في ممارستها للإرهاب سيرتها الذاتية المثيرة أمام المحكمة والتي يمكن تلخيصها هكذا: كانت تمارس الدعارة في شوارع مدينة دورتموند لينتهي بها الأمر في صفوف تنظيم “داعش” في سوريا كامرأة منقبة تشد حزاما ناسفا حول جسدها.
وقالت المشتبه بها، التي أشارت المحكمة إليها باسم “ديريا و.” البالغة من العمر (27 عاما) الثلاثاء (24 أيلول/سبتمبر 2019)، بأنها لم تكمل تعليمها وتركت مقاعد الدراسة بعمر 17 عاما لتتعرف على رجل في أحد الملاهي الليلية في دورتموند يجبرها على ممارسة الدعارة في المدينة الواقعة بغرب ألمانيا.
وتابعت ديريا أمام المحكمة العليا في دوسلدورف أنها حاولت الهروب ثلاث مرات من قبضة قوادها، الذي كان يبطش بها، ونجحت في المحاولة الثالثة حيث رفعت دعوى عليه، إلا أن التحريات انتهت دون نتيجة، وفق إفادتها.
وأوضحت أنها تعرفت بعد ذلك على رجل آخر وبدأت تعمل من جديد في الدعارة ولكن هذه المرة بشكل طوعي وهذه المرة في مدينة فوبرتال بغرب ألمانيا أيضا. وقالت إنها كانت تعمل ستة أيام في الأسبوع. كما كانت لمدة عام كامل مدمنة على الكوكائين. لذلك كانت تبحث عن فرصة لتغيير نمط حياتها.
وتضيف “ديريا و.” بأنها تعرفت من خلال موقع فيسبوك على “المقاتل الداعشي ماريو” وأحبته لينتهي بها المطاف في سوريا، حيث استدرجها الأخير إلى هناك. وهناك وبعد وصولها، كان عليها أن تعيش لفترة قصيرة في منزل نسائي تابع للتنظيم الإرهابي إلى أن تزوجت من ماريو نفسه.
وكانت قد صرحت قبل اعتقالها وعلى الحدود السورية التركية لصحيفة “بيلد” الألمانية الشعبية بأن زوجها ماريو قد اعتقل من قبل تنظيم “داعش” بتهمة التجسس وتم تعذيبه ونفذ حكم الإعدام به لاحقا.
وقالت للمحكمة إنها كانت تحمل حزاما ناسفا للدفاع عن النفس، لأنها كانت في كثير من الأحيان لوحدها وكان عليها تدبير أمرها بنفسها. وأكدت بأنها لم تكن ترغب في الضلوع في الإرهاب. بيد أن المدعي العام الاتحادي يتهمها بارتكاب جرائم حرب ومخالفة قوانين رقابة الأسلحة الحربية وبيع أحزمة ناسفة لسناء ناطقات بالألمانية في سوريا.
بقي أن نشير إلى أن جلسات المحاكمة مازالت مستمرة .
المصدر : dw.com