رغم سعي إيران لتثبيت نفوذها بشكلٍ أكبر في المناطق السورية التي تسيطر عليها ميليشيات تحظى بدعمها بالقرب من الحدود مع العراق، إلا أن الغارات الجوية “المجهولة” التي طالت مؤخراً مواقعها في تلك المناطق، عرقلت ما تطمح إليه.
وتتعرض المواقع التي يتحصن فيها مقاتلو حزب الله اللبناني والعراقي إلى جانب ميليشيات إيرانية وأفغانية في ريف محافظة دير الزور السورية، لقصف مجهول منذ فترات كان آخرها ليل الاثنين- الثلاثاء الماضي.
وفي هذا السياق، قالت مصادر محلية من بلدة البوكمال الواقعة بريف دير الزور على الحدود مع العراق، إن “هذه الغارات أدّت لتدمير مجمع الإمام علي بشكلٍ شبه كامل بعد تدمير جزئي نتيجة غارة أخرى قبل أكثر من أسبوع”.
وأضافت المصادر لـ”العربية.نت” أن “الهدف من بناء هذا المجمع هو تشكيل غرفة عمليات موحّدة لكل الميليشيات المدعومة من إيران والتي تفرض سيطرتها على بعض المناطق السورية، لتبدو كأنها مؤسسة عسكرية واحدة وليست مجموعات عسكرية متفرقة ومكونة من عراقيين وإيرانيين وأفغانيين ولبنانيين”.
غرفة عمليات عسكرية
وتابعت “كذلك كان الهدف منه استخدامه كغرفة عملياتٍ عسكرية لأهدافها في سوريا، بالإضافة لاستخدامه كمستودعٍ للذخيرة، لذلك تم استهدافه”.
وبحسب المصادر المحلية، فإن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد “داعش”، هو من ينفّذ هذه الغارات على المواقع الإيرانية بالقرب من بلدة البوكمال.
ضربات من التحالف
وعللت المصادر “فرضية” تنفيذ التحالف الدولي لهذه الغارات بـ”تدمير” معظم المقرات التي استهدفها.
وقالت في هذا السياق: “عادةً ما ينجم عن القصف الإسرائيلي تدمير جزئي، بينما غارات التحالف الدولي، فتدمّر الأهداف التي تستهدفها بشكلٍ كلي”، مضيفة “لهذا السبب، فإن الغارات الأخيرة هي من التحالف الدولي، وليست غارات إسرائيلية، لاسيما أن مجمع الإمام علي قد دُمِر بالكامل مع مقرات أخرى قريبة منه”.
كما أوضحت أن المجمع الذي دمر كلياً، مؤلف من 5 طوابق بُنيت بشكلٍ دائري مع مستودعات تحت الأرض ويقع بالقرب من المنطقة الصناعية في البوكمال.
وأدت الغارات الجوية، ليل الاثنين، لتراجع عددٍ من مقاتلي الميليشيات الموالية لإيران من عدة مقرات، بينها مجمع “الإمام علي” ومقرات أخرى تقع بالقرب منه تسيطر عليها ميليشيات أفغانية.
إلى ذلك، كشفت المصادر أن “بعض عناصر هذه الميليشيات دخلوا الأراضي العراقية وكان من بينهم مسؤولون في حزب الله العراقي”.
زيارات لـ “أبو مهدي المهندس”
كما ألمحت إلى أن الغارة الأولى قبل أيام على مجمع “الإمام علي”، تزامنت مع زيارة أبو مهدي المهندس للمنطقة.
والمهندس الذي يحمل الجنسيتين العراقية والإيرانية، هو نائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” في العراق، ويزور المناطق السورية الخاضعة لسيطرة ميليشياتٍ مدعومة من إيران باستمرار. وكانت آخر زيارة له يوم 9 أيلول/سبتمبر الجاري، بحسب مصادر مطلعة في المنطقة.
وكان يتمركز في المجمع المدمر مقاتلو ميليشيات “الحشد الشعبي” بشكلٍ رئيسي. وكان من المقرر استخدامه كقاعدة أساسية له هي الأكبر ضمن الأراضي السورية، وكان يُجهز بدعمٍ من طهران.
وإلى جانب مقاتلي هذه الميليشيات، كان يتمركز في مقرات قريبة من المجمع، مقاتلون من ميليشيات أخرى، أبرزهم من لواء ما يعرف بـ”فاطميون” وهي ميليشيات أفغانية مدعومة إيرانياً تقاتل مع “الحشد الشعبي” داخل الأراضي السورية.
المصدر : العربية
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.