نشرت مجلة “ناشيونال انترست” مقالاً خصصته للحديث عن مدينة الرقة السورية التي اختارها تنظيم “داعش” عاصمةً له منذ سنوات، ولفتت المجلة إلى أنّ الرقةستعود الى دائرة الضوء مرة أخرى.
وسردت المجلّة تاريخ المدينة التي دُمرّت للمرة الأولى على يد الفرس في أوائل القرن السادس، وأعاد الإمبراطور البيزنطي جستنيان بناءها. أمّا المرة الثانية التي دمّرت فيها المدينة، فكانت على يد المغول في منتصف القرن الثالث عشر، وبقيت مهدّمة لوقت طويل، قبل أن تستولي الإمبراطورية العثمانية على المنطقة في العام 1516، وحينذاك عاد عددٌ قليل من السكان إليها، من بينهم قبيلة البو شعبان التي أتت من العراق.
وبحسب المجلّة، لم يعد الهدوء والحياة الى الرقة حتى أواخر القرن التاسع عشر، حين جاءت مجموعات أخرى من العراق وتركيا، إضافةً الى اللاجئين الشركسيين وبعض الناجين من الإبادة الأرمنية، ووصل عدد سكان المدينة إلى 13 ألف بحلول العام 1960، وساعد بناء سدّ الطبقة بتوفير المياه والكهرباء، وزاد العدد الى 220 ألف عام 2004، إلا أنّ الرقة تعرّضت للتدمير للمرة الثالثة بتاريخها بعد دخول “داعش” اليها، وتنفيذ التحالف الدولي ضربات عدّة عليها.
والآن، عاد العمل في المدينة، وبدأ السكان يعودون إليها، وتتوفر المياه وحافلات نقل الركاب، فيما تكمن الصعوبة بإزالة الألغام المزروعة في المدينة، خصوصًا وأنّ ما يقدر بنحو 3700 من سكان الرقة يحتاجون إلى الأطراف الصناعية بسبب الألغام.
وأسهبت المجلة في الحديث عن تداعيات الحرب وما خسرته الرقة، وما عانته من جرائم ارتُكبت فيها، لافتةً الى أنّه بحال انسحبت القوات الأميركية من سوريا، كما كان قد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فذلك سيعيق العمل في استعادة آثار الرقة، كما سيواصل “داعش” تهديد المدينة وسكانها ومواقعها التاريخية.
المصدر: ناشيونال انترست – ترجمة لبنان 24