قال تقرير لموقع ديفينس بوست الأمريكي، المختص بشؤون الدفاع، إن عملية مكافحة تنظيم داعش أصبحت أكثر صعوبة نتيجة للانسحاب المستمر للقوات الأمريكية من شمال شرق سوريا.
وتعمل القوات الأمريكية إلى الآن كقوة عسكرية توحد جميع الفصائل المختلفة في المنطقة، إلا أن عملية سحب القوات تنعكس سلباً على الوضع الأمني الذي بدأ يتدهور، وذلك بحسب ما قال دبلوماسي أوروبي مسؤول عن المنطقة.
وقال الدبلوماسي “الأمور لا تجري بالطريقة الصحيحة، خصوصاً في المناطق العربية. كنا في الرقة العام الماضي.. حالياً لا يمكننا الذهاب إلى هناك. تدهورت الأمور إلى حد كبير”.
أشرف الدبلوماسي على فريق خاص بإزالة الألغام في الرقة بعد أن استولت عليها قسد في تشرين الثاني 2017. خلفت الحملة العسكرية دماراً كبيراً لحق بمعظم المدنية، ولم تتمكن قوات التحالف من السيطرة الكلية عليها حيث تنشط خلايا داعش النائمة بالإضافة إلى الكمائن التي يقيمها المسلحون التابعون للتنظيم.
تصعيد التهديد الأمني
ساعدت الدول الأعضاء في التحالف المقام لمحاربة داعش في إزالة الألغام وإعادة بعض الخدمات ولكن التطورات الأخيرة المتمثلة في “العبوات بدائية الصنع وعمليات الاغتيال” عرضت هذه الجهود للخطر، وذلك بحسب ما قال الدبلوماسي.
وأشار إلى أن البعثة البريطانية الدبلوماسية الأخيرة التي زارت شمال شرق سوريا في حزيران لم تتمكن من زيارة الرقة بسبب المخاوف الأمنية. ونفى المتحدث باسم الخارجية البريطانية إلغاء الرحلة بشكل غير متوقع ورفض الإدلاء بالمزيد من التعليقات بسبب ما أسماه مخاوف أمنية.
وتبنى تنظيم داعش الأسبوع الماضي تفجير أربع عبوات ناسفة استهدفت عناصر من قسد في الرقة مما أدى بحسب التنظيم إلى مقتل 10 أفراد على الأقل وجرح آخرين. وقتل داعش في الأسبوع نفسه 5 أفراد من قوات الأمن التي يديرها الأكراد، بما في ذلك قائد شرطة الآسايش وزوجته.
وتبنى التنظيم في وقت سابق من هذا الشهر تفجير سيارتين مفخختين مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات في الرقة. ويدعي التنظيم مسؤوليته عن الحرائق التي تلتهم المحاصيل وتدمر الزراعة في الشمال الشرقي من البلاد.
مستقبل القوة المشتركة
وتواصل الولايات المتحدة خفض وجودها البري في شمال سوريا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الأول بسحب جميع القوات الأمريكية من هناك.
وقال مبعوث الولايات المتحدة إلى سوريا جيمس جيفري، إن ترامب وافق على إبقاء المئات من القوات الأمريكية بعد أن رفض حلفاء التحالف إرسال قوات إضافية إلى الشمال الشرقي دون وجود أمريكي كبير، وذلك خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي الشهر الماضي. وقال حينها “توقعنا أن يقوم شركاؤنا في الائتلاف بعلب دور أكبر”.
وقال جيفري الأسبوع الماضي أن الدول الأوربية لن تشارك في المنطقة العازلة المقترحة فيما تعهدت المملكة المتحدة وفرنسا بعدد محدود من القوات العسكرية للحفاظ على الاستقرار في الشمال الشرقي من البلاد بدون تحديد عدد هذه القوات. وقال “لا نمتلك الرقم النهائي لهذه القوات. ولكنني على ثقة تامة بأن الأرقام والدول ستكون أكثر بكثير من تلك التي رغبت بالمشاركة في الماضي”.
وشكك مسؤولان غربيان بأن يحقق جفري أي تقدم في هذا الملف وأن يتمكن من أقناع الحلفاء الأوروبيين بدون الحصول على موافقة ترامب بالإبقاء على قوة أمريكية كبيرة في المنطقة.
دبلوماسي غربي يحذر
وقال الدبلوماسي إن تقديرات بلاده العسكرية تشير إلى أن القوة الأمريكية المتواجدة حالياً ليست كافية. وأشار إلى وجود احتمال بأن يتم التعهد بشكل مشترك بين الولايات المتحدة وأوروبا على المشاركة بالمزيد من القوات في سوريا.
وأشار إلى أن حلفاء الولايات المتحدة لا يثقون بقرار ترامب، إذ من الممكن أن يتراجع عن قراره بزيادة عدد القوات الأمريكية فور قبول الأوروبيين بإرسال قواتهم.
وشكك دبلوماسي آخر بالخطة قائلاً “سيحدث تدهور بطيء ومستمر في الواقع الأمني شمال شرق سوريا” وفي حال لم يتم زيادة القوة الأمريكية “سيصل الوضع الأمني إلى درجة من السوء لن نتمكن بعدها من فعل الكثير حياله”.
وقال المسؤول السابق “لا توجد موارد كافية، ولا خدمات، والشعب مضطرب، والفوضى الكبيرة يستغلها داعش”.
وقال مقاول غربي، يشارك في عملية إعادة الأعمار، التي تمولها حكومته، إن شركته ستنسحب من سوريا في حال انسحاب القوات الأمريكية.
المصدر : اورينت نيوز