اعتقلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الخميس، 14 شاباً في مدينة الرقة، وساقتهم إلى التجنيد الإجباري، في حين منعت “الإدارة الذاتية” الكردية عائلات نازحة من دخول المدينة.
وقالت مصادر محلية، إنه تم اعتقال الشبان خلال عبورهم من حاجز عند مدخل المدينة الشمالي تنفيذاً لقرار أصدرته “الإدارة الذاتية” منتصف الشهر الماضي، طلبت فيه من قوات “الأسايش” والأجهزة الأمنية اعتقال الشبان المطلوبين للتجنيد، والمتخلفين عنه ممن تتراوح أعمارهم بين 19 و33 سنة.
ومنعت “الإدارة الذاتية” الكردية عائلات نازحة من دخول الرقة، ونقلتهم إلى مخيم عين عيسى شمال المدينة بسبب عدم امتلاكهم كفالات وأوراق صادرة عنها، بحسب مصادر محلية.
وسبق أن احتجزت قوات “الأسايش” 15 شاباً من أبناء دير الزور خلال محاولتهم الدخول إلى الرقة، ويجري باستمرار اعتقال الوافدين من دير الزور، إما بتهمة التعاون مع خلايا تنظيم “داعش” وإما لعدم حيازتهم كفالات شخصية.
وفي سياق آخر، عمدت “الإدارة الذاتية” الكردية إلى نقل آلاف النازحين من مخيم “الطويحينة”، الذي تشرف عليه غرب الرقة إلى مخيم قرية “المحمودلي” شمال المدينة، وقالت مصادر محلية إنه تم نقل أكثر من عشرة آلاف نازح حتى الآن في عملية تستهدف إفراغ المخيم نهائياً، وذلك بعد تكرار حالات غرق النازحين وخيامهم بسبب فيضان نهر الفرات بين الحين والآخر، تزامناً مع هطول كميات كبيرة من الأمطار.
ونزح عشرات الآلاف من مختلف المناطق السورية خلال السنوات الماضية إلى الرقة، نتيجة الأعمال العسكرية التي شنّتها قوات النظام السوري على بلداتهم وقراهم، أو هرباً من تنظيم “داعش”، حيث يقطن معظمهم في مخيمات، بينما يقيم بعضهم في مراكز المدن.
وفي سياق منفصل، تسبب الحصار الخانق المفروض على مخيم الركبان للنازحين في تدهور الواقع الصحّي، في ظل غياب الفرق الطبية والافتقار للأدوية وعدم توفر أي من المعدات الطبّية، إذ توفيت أمس الأربعاء السيدة سحر المحمد، بعد أن عجزت الكوادر الطبّية في المخيم عن إنقاذها وإنقاذ جنينها.
وقال الناشط المقيم في المخيم عماد غالي لـ”العربي الجديد”: “طالبت النقطة الطبية في المخيم بضرورة إدخال السيدة إلى الأردن لإنقاذها، لكن الطلب قوبل بالرفض، وكان المبرر أنه لا يوجد كوادر طبية لأنه أول أيام عيد الفطر، وتم التواصل مع نقطة عون الطبية، وأيضاً رفضت استقبالها لعدم وجود كوادر، فتوفيت السيدة مع طفلها”.
وأضاف غالي: “ينبغي وجود نقطة طبية تعمل في مخيم الركبان على مدار الساعة، وأن تضم نقطة عون الطبية الواقعة ضمن حرم الحدود الأردنية غرفة عمليات مجهزة بدلاً من تحويل الحالات إلى المشافي الأردنية. ليس في المخيم أطباء أو كوادر قادرة على تقديم العلاج للحالات العادية، بينما أوضاع الحالات الخطرة أكثر صعوبة، فالعاملون الصحّيون متطوعون لا يحملون شهادات طبية، ولا يوجد سوى أربعة ممرضين يحملون شهادات، والأدوية نادرة بسبب حصار النظام للمخيم”.
وقال عضو تنسيقية تدمر خالد الحمصي لـ”العربي الجديد”: “الواقع الصحي في المخيم مزر، وهناك شباب عملوا سابقاً على مشاريع إغاثية يحاولون الحصول على دعم طبي للمخيم، رغم ما تعرضوا له في السابق من عدم تجاوب”.
وقالت الهيئة السياسية في مخيم الركبان، إن المخيم شهد خلال الأسابيع الأخيرة خروج أكثر من 15 ألف مدني باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وتعرض بعضهم للاعتقال والاحتجاز، كما أعدم شابان من قبل قوات النظام خلال محاولتهما الفرار من مراكز الإيواء التي احتجز أهالي المخيم فيها.
العربي الجديد