اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست”، أن الرقة تحولت إلى مركز حرب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وذلك في تقرير مطول استعرضت فيه الصحيفة أبعاد تواجد القوات الأمريكية في سوريا.
وكان من المفترض للقوة العسكرية الصغيرة، والتي تتألف من بضع آلاف من الجنود، أن تنسحب من سوريا بمجرد انتهاء معركتها ضد تنظيم “داعش”، وذلك بحسب ما صرح الرئيس الأمريكي (دونالد ترمب) في آذار. مع ذلك تغير منحى تواجد هذه القوات، حيث قالت الإدارة الأمريكية في أيلول الماضي، إن القوات ستبقى في سوريا إلى حين التوصل إلى تسوية شاملة للحرب في سوريا كما أضيف لها مهمة جديدة هذه المرة، تتمثل باحتواء النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن قرار الإدارة الجديد يعني بقاء القوات الأمريكية في سوريا إلى أجل غير مسمى، في منطقة تمتد على مساحة ثلث سوريا، وتقارب في مساحتها حجم ولاية لويزيانا الأمريكية.
وأوضحت أن البنتاغون لا يلعن رسمياً عن عدد القوات المتواجدة هناك، ومن المفترض أن يكونوا حوالي 503 عناصر كما تقول البيانات الرسمية، إلا أن مسؤولا قال في وقت سابق أن تعدادهم يصل إلى حوالي 4 آلاف.
أما حلفاء الولايات المتحدة الأكراد، فتحكمهم إيديولوجيا يسارية صاغها زعيمهم التركي – الكردي المسجون في تركيا.
وبيّنت الصحيفة أنه تقع جنوب وغرب هذه القوات نقاط تابعة لنظام الأسد والقوات الموالية لإيران، حيث هدد كلا الطرفين بإشعال المنطقة بالقوة، كما قامت قوات الأسد، إلى جانب إيران، بتقوية علاقاتها مع القيادات القبلية هناك، حيث تعتبر هذه الخطوة، بحسب الصحيفة، الرد الإيراني على نية الولايات المتحدة بالمواجهة.
وبعيداً عن الخطوط الأمامية، هناك سلسلة من التفجيرات الغامضة والاغتيالات في المناطق التي تم استعادتها من “داعش”، ويشير المتحدث العسكري الأمريكي الكولونيل (شون ريان) إلى أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن التنظيم غير مسؤولة، حيث قال للصحيفة ” نحن نعلم أنهم يعيدون تجميع صفوفهم في تلك المناطق”.
ذكرت الصحيفة أن هنالك شكوكا بأن تكون بعض القوى الإقليمية المعارضة للوجود الأمريكي أو سعي الأكراد لحقيق حكم ذاتي هو من يقف وراء زعزعة استقرار المنطقة والهدف إيجاد حلفاء من العرب ساخطين من الوضع الحالي وغير مرتاحين لإدارة “قسد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “قسد” تدعي أنها تشرك العرب في التجربة التي تقيمها للحكم الذاتي، إلا أن الأكراد يسيطرون على معظم المناصب القيادية، موضحة أن كل هذه العوامل، أدت إلى استمالة القبائل من قبل جميع اللاعبين الإقليميين الذين لديهم اهتمام في السيطرة على المنطقة في نهاية المطاف.
وتشير الصحيفة إلى حالة الإحباط التي تعم السكان في الرقة نتيجة لنقص التمويل الحاد لإعادة الإعمار، الأمر الذي يعوق الجهود الرامية إلى كسب القلوب والعقول في المناطق العربية التي تسيطر عليها القوات الكردية.
ودمرت الغارات الجوية التي قامت بها قوات التحالف مدينة الرقة، بما في ذلك الهجوم الذي قامت به “قسد” لمدة أربعة أشهر لطرد التنظيم، وبعد مرور عام على المعركة لا تزال المدينة في حالة من الخراب.
ويبدو الغضب واضح في شوارع الرقة، فبعض السكان معادون بشكل علني الزوار الأجانب، وتقول الصحيفة أنه حتى أولئك الذين يؤيدون وجود الجيش الأمريكي والقوات المتحالفة معه، مستاؤون من عدم قيام الولايات المتحدة وشركائها بإعادة إعمار المدينة التي قاموا بتدميرها.
وتشير الصحيفة إلى حالة عدم الأمان التي تعم المدينة التي شهدت عدد من عمليات الاغتيال والخطف تستهدف غالباً أفراد من قوات الأمن أو الأشخاص الذين يعملون مع المجلس المحلي.
المصدر : baladi-news.com