لم يكن أمام عشرات العوائل في مدينة الرقة السورية إلا السكن في مبان وبيوت مدمرة جزئياً، وسط الدمار الحاصل في المدينة. إذ أكدت تقارير الأمم المتحدة أن نسبة الدمار والضرر في مباني المدينة تراوح بين 70 إلى 80 بالمائة، إضافة إلى انتشار الجثث المتحللة تحت الأنقاض.
وأوضح الناشط في المجال الإنساني والإغاثي بجمعية “البر” في مدينة الرقة، ساري العلي، لـ”العربي الجديد”، أن “عوائل كثيرة في مدينة الرقة بلا سكن، وتوجهوا للمباني المهجورة التي يعيش أصحابها خارج سورية، مثل حي الفرات المعروف بـ(نزلة شحادة)، فأغلب مبانيه لم تتعرض للدمار الكامل، لذلك أقاموا فيها”، مؤكدا أن الدمار أصاب أكثر من عشرة آلاف منزل في المدينة.
وأضاف العلي: “تحدث خلافات كثيرة بين الأهالي عند اختيار المنازل لسكنهم، والأسوأ هو عدم وجود أي خدمات أو منظمات إغاثية تتدخل لمساعدة تلك العوائل، لذلك تنتشر الأمراض، خصوصاً بين الأطفال، نظرا للظروف غير الصحية التي يعيشونها”.
وأكد الناشط الإعلامي من مدينة الرقة، محمد عثمان، أن “عشرات العوائل تعيش في مباني حي الفرات المدمرة جزئياً، جنوبي مركز المدينة”، مشيرا إلى أن إحدى العائلات تعيش ظروفاً مأساوية كفلها أحد أبناء المدينة وأمن لها سكناً جديداً”.
وتنتشر في مدينة الرقة أمراض وأوبئة مختلفة جراء الإهمال والخدمات المتردية التي يشرف عليها مجلس المدينة التابع لمليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، ومنها اللشمانيا ومرض النكاف المعروف باسم “أبو كعب”، التي تصيب بكثرة أطفال المدينة لسهولة انتقال العدوى وغياب التوعية بمخاطرها.
وحمّل بدران أبو محمد، ابن مدينة الرقة، مسؤولية الظروف المأساوية من انتشار للأمراض وسوء الخدمات وأزمة السكن لمجلس المدينة وقوات سورية الديمقراطية، وقال: “لا يبذلون أي جهد لتأمين مساكن لهذه العوائل، وأقل ما يمكن للمجلس القيام به هو تأهيل تلك المباني، وإجراء إحصائيات عنها والعمل للحيلولة دون انتشار الأمراض الناجمة عن سوء الخدمات وعدم وجود صرف صحي”.
وقال أبو محمد لـ”العربي الجديد”: “ليس من الصعب تأهيل مساكن للعوائل الفقيرة، وعددها لا يتجاوز الخمسين عائلة، ويمكن توفير ذلك من عائدات حقول النفط التي يعود ريعها لقيادة قوات سوريا الديمقراطية”.
ونقل مصدر محلي في المدينة، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “عوائل كثيرة تعمل بمجال بيع الخردوات، والأطفال هم الغالبية العظمى من العاملين فيها. ومداخيل تلك العائلات شبه معدومة، وهم بلا مساكن، لذلك يقيمون في المنازل شبه المدمرة، ما يجعلهم وأطفالهم عرضة للمخاطر نتيجة الانتشار الكبير لمخلفات الحرب من قذائف غير منفجرة وألغام وقنابل”.
المصدر : alaraby.co.uk