وحمّل ابن مدينة الرقة هادي محمد، الهيئات المدنية مسؤولية انتشار الأوبئة والأمراض، مؤكدا أنها لا تقوم بالدور المطلوب منها، “الهلال الأحمر الكردي يدعي معالجة أكثر من 400 مصاب باللشمانيا في مدينة الرقة، وتقديم اللقاحات الخاصة للمحتاجين، لكنه يتجاهل السبب الحقيقي وراء انتشار المرض المتمثل في التلوث وتراكم النفايات، والمياه الملوثة المختلطة بالصرف الصحي، وتكاثر ذبابة الرمل الناقلة المرضَ”.
وأوضح لـ”العربي الجديد”، أنه اضطر إلى اللجوء لمختص بالتمريض لحقن طفله المصاب باللقاح المخصص للمرض، وفي بعض الأحيان كان يضطر للذهاب إلى مدينة الطبقة للحصول عليه، “استغرق علاج ابني قرابة ستة أسابيع بسبب نقص الخدمات الطبية في المنطقة كلها”.
ويوضح ياسر مشهداني لـ”العربي الجديد”، أن “الظروف في الرقة ملائمة لتفشي أية أوبئة، أو مرض معدٍ، إذ لا أحد يهتم بدفن جثامين الموتى الذين قضوا تحت أنقاض منازلهم منذ أكثر من عام، إضافة إلى انتشار الفئران بشكل متزايد”.
وأضاف: “نتخوف من مشكلة التلوث المتكرر لمياه الشرب كون البكتيريا الناجمة عن تحلل الجثث تتسرب إلى أنابيب المياه، ولا توجد خطط حقيقية من قبل المؤسسات أو المليشيات للتعامل مع هذه الأمور. يتجاهلونها كما يتجاهلون بقية مطالب المدنيين”.
وقال المختص بالأمراض الجلدية، عامر أبو زيد، لـ”العربي الجديد”: “حشرة ذبابة الرمل التي لا يتجاوز حجمها نصف حجم البعوضة هي الناقل الرئيس للمرض، وتنشط في هذه الفترة من العام، والإصابة تؤدي إلى ندبات قد تكون دائمة في حال لم تعالج باللقاحات المناسبة، ومنها ما يصيب الجلد، وآخر أخطر يصيب الأمعاء والأعضاء الداخلية مثل الكبد والكلى، ونوع نادر يعرف باللشمانيا المخاطية، والإصابة بها لمرة واحدة تعطي مناعة دائمة ضدها”.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 10 آلاف مبنى دُمرت أو تضررت في الرقة خلال المعركة ضد تنظيم داعش في 2017، وهذه المباني بقيت تحتها مئات الجثث لمدنيين قضوا خلال القصف.
المصدر : العربي الجديد