قال بيان صادر عن “التحالف الدولي” لمحاربة تنظيم الدولة، إن التقارير التي تحدثت عن وقوع عشرات الضحايا من المدنيين خلال شن غارات مكثفة على ريف دير الزور، هي “ادعاءات باطلة”، معتبرا أن كل المواقع التي أغار عليها هي “أهداف مشروعة”.
البيان الصادر عن “قوة المهام المشتركة، عملية العزم الصلب” يوم السبت، جاء بعد ساعات من تقارير عن سقوط نحو 40 مدنيا، بينهم نساء وأطفال، جراء غارات للتحالف على منطقة “هجين” في ريف دير الزور.
التحالف نفسه، أقر في بيانه الرسمي أنه شن 19 غارة على المنطقة خلال 24 ساعة تقريبا، ولكنه قال إنه تحقق من “صحة الأهداف كأهداف مشروعة تابعة لداعش… وخالية من أي تواجد للمدنيين”.
ومضى البيان في كلامه، متحدثا عن أن التحالف اكتشف 10 “غارات إضافية” في منطقة هجين، “لم يتم تنفيذها من قبل التحالف أو القوى الشريكة”، في محاولة للإيحاء بوجود طرف آخر غير معلوم هو من نفذ الغارات التي أودت بحياة المدنيين.
وختم البيان بعبارة تناقض ما جاء في عنوانه وبدايته، حيث قال في النهاية إنه يأخذ “على محمل الجد الادعاءات عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين” ويتحقق منها “بدقة متناهية”، فيما وصف هذه الادعاءات في مستهل البيان بأنها “باطلة” و”عارية عن الصحة”.
وفيما كانت الأنباء تتواتر عن “ضحايا مدنيين” في الغارة الأخيرة، كان رأي “المرصد السوري” الذي يرأسه “رامي عبدالرحمن” مغايرا، ومتساوقا إلى حد بعيد مع بيان “التحالف” بل وحتى منافسا له، حين ادعى أن “43 شخصا غالبيتهم من المدنيين من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم داعش قتلوا جراء غارات نفذها التحالف الدولي شرقي سوريا”.
ورأى ناشطون أن صاحب “المرصد” وجد في الحديث عن “عائلات داعش” مخرجا لم يخطر حتى على بال التحالف، فمن جهة أقر “المرصد” بوجود ضحايا “غالبيتهم مدنيين”، ومن جهة أخرى نسبهم إلى “عائلات داعش”، وبذلك هدر دم المدنيين وبرأ قاتلهم، بل وعمم كلامه على وسائل الإعلام بوصفه المصدر المنزه وصاحب القول الفصل الذي يؤخذ به دون نقاش.
واعتبر الناشطون أن تغطية استهداف المدنيين بغطاء “غارات إضافية” مجهولة ربما يكون مفهوما من قبل التحالف الذي يريد تجميل جرائمه بحق السوريين والتهوين منها، لكن ما هو غير مفهوم أن يسبق صاحب “المرصد” إعلام التحالف بل وحتى إعلام النظام الذي اعتاد تغطية الجرائم، ففي الوقت الذي وصف النظام هؤلاء بأنهم “ضحايا مدنيين” وفق ما ورد على إعلامه الرسمي، أصر صاحب “المرصد” على أنهم من “عائلات داعش”، وكأن همه فقط ابتكار مسوغ آخر يبرر استباحة الدم السوري، الذي تتبارى على سفكه أطراف عدة، تبدأ بالنظام والروس والإيرانيين، وربما لا تنتهي بالتحالف وشركائه.
المصدر: زمان الوصل