نحن -الموقعين- ناشطون ومثقّفون وسياسيّون من أبناء محافظة الرقة
بمزيج من الحزن والغضب تلقينا نبأ اغتيال الشيخ بشير فيصل الهويدي يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 في مدينة الرقة، وإننا إذ ندين هذا العمل الإجرامي القذر بأشد العبارات، نُحمِّل قوات التحالف الدولي العاملة في سورية المسؤولية الأخلاقية والقانونية والسياسية عن الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية المتردّية في الرقة بحكم التزاماتها المنصوص عليها في القوانين الدولية ذات الصلة، كما نحمّل أدواتها من قوى الأمر الواقع، ممثّلة بميليشيا قوات سورية الديمقراطية «قسد» مسؤولية الفشل في حماية المدنيين في الرقة، هذا إن لم تكن مسؤولة بشكل مباشر وجنائي عن اغتيال الشيخ الهويدي، وضالعة فيه.
لقد تراكمت خلال السنوات الثلاث الماضية سياسات فاشلة، وممارسات بحقّ أهلنا في المناطق التي آلت إلى سيطرة ميليشيا «قسد»، أقلّ ما يُقال بها أنها تمييزية إن لم تكن عنصرية. تراوحت بين التهجير والاعتقال التعسّفي والتعذيب والقتل تحت التعذيب وحرق البيوت وتجريفها والسرقة والسطو المسلح والاختطاف والتعفيش الممنهج ونشر الحبوب المخدرة والحشيش وتجنيد الأطفال، وصولاً إلى سياسيات تمييزية لتسعير المحاصيل وتمييز في تزويد السكان بالتغذية الكهربائية حسب مناطقهم. ناهيك عن الخلل في نِسَب التمثيل في المجالس والإدارات والفساد المستشري فيها والاستتباع لمجموعات وأفراد لا يمثّلون المجتمع المحلّي.
لا يُحتمل أن تكون سياسات وممارسات «قسد» وما يتبعها من أجهزة إدارية بعيدة عن مرأى قوات التحالف ومسؤوليه المتواجدين في المنطقة، ولذلك فإن التحالف يتحمّل مسؤولية إضافية عن مستقبل التعايش بين أبناء المنطقة. كما أننا لا نرى في سياسة تحويل جرائم تنظيم «داعش» إلى «قميص عثمان» ووسيلة لابتزاز سكان المنطقة ووضعهم سلفاً موضع الاتّهام والمعاقبة، إلّا ذريعة بائسة وفاشلة تغطية على فشل في الإدارة وتحقيق الأمن والاستقرار، ومحاولة تمرير مخططات سياسية حمقاء بتجاهل تامّ للوقائع السكانية والتاريخية والقانونية الثابتة.
ونحن -الموقّعين- نضمّ أصواتنا إلى أصوات أبناء الرقة الذين سجّلوا موقفاً موحّداً خلال اليومين الماضيين ونطالب التحالف الدولي:
1- بإجراء تحقيق محايد ومستقلّ وشفّاف، يساهم فيه ممثّلون مستقلّون من المجتمع المحلي في الرقة للكشف عن قتلة السيد بشير فيصل الهويدي.
2- بوقف انحيازه لميليشيا وحدات الشعب الكردية؛ للحدّ من المزيد من أسباب الشقاق القومي الذي تتسبّب به ممارساتها قصيرة النظر الانتهازية والانتقامية.
كما نهيب بأبناء الرقة المنتسبين إلى ميليشيا «قسد» بضرورة مراجعة علاقتهم بها، وعدم الانجرار إلى مخططاتها تجاه أهلهم وبلدهم، وبضرورة الانشقاق عنها.
نشدّ على أيدي أبناء الرقة في الداخل والخارج، ونطالبهم بمزيد من التوحّد والعمل من أجل الرقة الحرّة، ومستقبل أبنائها بعيداً عن الاستبداد والفساد والشمولية من أية جهة أتى، وبأي لبوس اكتسى.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.