الرقة تذبح بصمت
مع انطلاق المعركة على الرقّة السوريّة بتاريخ 6 حزيران عامّ 2017 التي شنّها التحالف الدوليّ بقيادة الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وساعِدُها على الأرض ميليشيا قوات سوريا الديمقراطيّة “قسد” ضدّ تنظيم داعش والذي كان قد سيطر على الرقّة مطلع عام 2014.
وأثناء تمشيطهم للقُرى متّجهين نحو المدينة قامت الميليشيا بتجنيد الكثير من شباب تلك المناطق والقُرى وهم من أبناء الغالبيّة العربيّة التي تقطن مدينة الرقّة وريفها، وما كان الهدف من ذلك إلّا لإفراغ المنطقة من محتواها العربيّ والزجّ بشبابها في بوتقة الحرب ضدّ التنظيم، والذي كان ينتهج نفس طريقة التجنيد في المقابل، فكانوا بذلك ضحيّة مطرقة قسد وسندان داعش.
واليوم وبعد سيطرة ميليشيا قسد على مدينة الرقّة وأريافها الشماليّ، والجنوبيّ، والغربيّ، ومرور عامّ على سيطرتها فإنّها لاتزال تصدر قراراتٍ متلاحقة بين الفينة والأُخرى تفرض فيها التجنيد على أبناء الرقّة والتي كان آخرها منذ قرابة الشهر، حيث قامت قوّات الأمن الأسايش التابعة للإدارة الذاتيّة الكرديّة باعتقال عشرات الشباب من أبناء قُرى الكرامة وحمرة بلاسم والذين قُدِّر عددهم بنحو 43 شاباً، وقد قُوبِل هذا الاعتقال باحتجاجات الأهالي والتنديد بتجنيد الشباب ضمن ميليشيا قِوى قسد، وغيرها من القرارات التعسفيّة التي تصدرها الميليشيا يوميّاً، والتي باتت ترهق الأهالي.
هذا وقد تعرّضت الرقّة لسياسة التفريغ من شبّانها لأكثر من مرّة وذلك بعد سيطرة تنظيم داعش على الرقّة وتبعها سيطرة ميليشيا قسد والآخذة بنهج سلفها في عمليّة تجنيد الشباب إذ يضطرُّ مع كلّ حملة تجنيد تقوم بها قسد إلى الفرار إمّا إلى مناطق النظام بحجّة الدّراسة، أو إلى تركيا ومن ثمّ إلى دول اللّجوء الأوروبيّة.
ويُذكر أنّ آخر حملة تجنيد تقوم بها قسد هي اعتقال عدد من شباب مدينة الطبقة غربيّ الرقّة وسوقهم إلى خدمة التجنيد الإجباريّ، خاصّة وأنّ قسد تتحدّث عن عمليّة قريبة ضدّ تنظيم داعش في ريف دير الزور، وتزامن خبر تجنيد شباب الطبقة مع لحظة إعداد هذا التقرير.