لبغداديّ في كلمة من يقصد البغداديّ في كلمته الأخيرة والتي حملت عنوان “وبشّر الصابرين”؟ أيقصد من صبروا ولا يزالون على أذاه؟، وما خلّفه لهم تنظيمه من الصابرين، أم يقصد أولئك الذين له مبايعيين؟. كلمة صوتيّة مقتضبة لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغداديّ خرج بها بعد عامّ من صمته واختفائه، خاصّةً بعد انتشار أخبار أشارت إلى سوء وضعه الصحيّ، إذ تناول في كلمته الوضع العامّ في سوريا، وما حصل في الغوطة، وما يحصل في الجنوب السوريّ، وكذلك تطرّق فيها إلى العراق، ومشيراً في الوقت نفسه إلى الأزمة الأمريكيّة التركيّة، وما حصل من هجمات في أوروبا، داعياً أنصاره حول العالم إلى تجديد العهد للتنظيم.
هذا وقد طالت كلمته التي قُدّر زمنها بحوالي 55 دقيقة، الفصائل المقاتلة في سوريا، واصفاً إيّاها بـ”صحوات الشام”، والتي حسب اعتقادنا كانت السبّاقة لمواجهة الأسد وقوّاته، مشيراً إلى أنّ ما يحصل مع تلك الفصائل هو مشابه لما حصل مع صحوات الفصائل ومُرتدّي العشائر في العراق. كما واتّهم البغداديّ الفصائل المقاتلة بالوقوف إلى جانب قوّات الأسد في القتال ضدّ تنظيمه في”حوض اليرموك” وبادية السويداء، حسب زعمه، واصفاً إيّاهم بفصائل الردّة، على اعتبار أنّهم أجرَوا تسويات مع النظام مؤخّراً، وأنّهم خونة عادوا إلى سالف عهدهم بعد تسليم السلاح في الجنوب لنظام الأسد. أمّا حول إدلب، فقد قال البغداديّ: “أنّ إدلب على شفا جرفٍ هارٍ، تقبع تحت نيران القصف الروسيّ”، مُقلّلاً في الوقت نفسه من قدرات الفصائل العاملة هناك، وعدم قدرتها على مواجهة الميليشيات الطائفيّة التابعة للأسد. هذا ودعا البغداديّ في التسجيل أنصاره الذين أسماهم بـ”جنود الخلافة في الشام” والمتواجدين في دمشق، ودير الزور، والرقّة، وإدلب، وحلب، دعاهم إلى الثقة بالنصر. كذلك ودعا إعلامييه العاملين في الميدان إلى تجديد العهد، وعلى أن لايأخذوا الأخبار إلّا عن طريق وسائل إعلام التنظيم. أمّا عن أنتحاريه، والمسؤولة عن تنفيذ هجمات “كندا وأوروبا” في الآونة الأخيرة، حثّهم على مواصلة الهجمات هناك. ولم يغفل البغداديّ عن الأزمة الأمريكيّة مع إيران وتركيا، والعقوبات الإقتصاديّة، وقضيّة القسّ المُحتَجَز لدى تركيا، مشيراً إلى ضعف أمريكا بعد تمرّد، كما أشار إلى ما حصل مؤخّراً في مناطق من الأردن. ونذكر أنّ الرقّة تتعرّض لعمليّات فرديّة بشكلٍ يوميّ تطال عناصر من ميليشيا قسد وكذلك الأهالي المدنيين العزّل، وأيضاً عمليّات إطلاق نار لمقاصف، كان التنظيم قد بعث لهم برسائل تحذيريّة لأصحابها.