الرقة تذبح بصمت
تعاني مدينة الرقة هذه الأيّام من عدم توفرُّ مياه نظيفة وصحيّة صالحة للشُّرب بالرغم من مرور نهر الفرات وسط المدينة، ممّا يضطرُّ الأهالي لشرائها من الصهاريج التابعة لما يُسمَّى ب “مجلس الرقّة المدنيّ” التابع لمليشيا “قسد”،إذ تفتقر تلك الصهاريج لتأمين مياه صالحة للشرب، حيث يتمّ تزويدها من روافد الفرات، وبالتالي تكون مياهها غير صالحة للاستهلاك البشريّ، وبحسب الأهالي “أنّهم يعانون من أمراض في البطن نتيجة تلوّث المياه المُستهلَكة، وأنّ لون الماء مائل إلى اللّون الأحمر نتيجة دخول الأتربة والديدان فيها، هذا عدا عن أنَّهم يشترونها بسعر مرتفع إذ يبلغ سعر البرميل الواحد من 200-100 ليرة سوريّة، كما وأنَّ عدد الصهاريج لا يتكافئ مع عدد سكان المدينة الذين وصل عددهم حالياً إلى نحو 100 ألف نسمة، في ظل عودةٍ خجولة لهم”.
ومع مرور نحو تسعة أشهر على سيطرة ميليشيا ” قسد” على الرقّة إلّا أنَّ سعيها في إصلاح شبكة المياه، وخطوطها الواصلة للمدينة والمنازل، والتي تمّ تدميرها بفعل طائرات التحالف، والعمليّات القتاليّة على الأرض ضدّ تنظيم داعش، لا تزال ضعيفة وبطيئة، رغم ادّعاء بعض المسؤولين في المجلس المدنيّ، بأن” إصلاح خطوط المياه يجري على قدمٍ وساق وبوتيرةٍ متسارعة، وأنّه لايوجد أيّ تلوُّث في المياه” إلّا أنّ لسان حالّ الأهالي، وما يعكسه الواقع على الأرض يقول عكس ما يدّعيه مسؤولي المجلس المدنيّ.
وفي نفس الوقت أكّد لنا أحد العاملين في مجال إصلاح خطوط المياه، فيقول: “أنّ هناك بطء في تزويدنا بالأنابيب المسيّرة تحت الأرض، ممّا يضطرّنا أحياناً لترميم المُدمّر من تلك الأنابيب، ممّا يُعرّضها للكسر مرّةً أُخرى نتيجة ضغط المياه”.
هذ ا وقد عانت الرقّة على مدى السنوات الخمس الماضيّة من انقطاع خطوط المياه المؤدِّية لها منذ سيطرة الجيش الحرّ عليها عام 2013، حيث قام طيران النظام بقصفها أكثر من مرّة، ليتمّ تصليحها بما يتوافر مم جهود وإمكانات العاملين في مؤسسة المياه، ولازالت على تلك الحالّ مع سيطرة تنظيم داعش عام 2014، ليُكمِل طيران التحالف بقصف ما تبقّى من تلك الخطوط، وخاصّة المرتكزة على الجسر القديم، والتي تُعَدُّ خطّ الامداد الرئيسيّ، والمُغذِّي للجزء الجنوبيّ الشرقيّ من المدينة.