الرقة تذبح بصمت
في حركةٍ استفزازيّةٍ قامت بها مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، أوّل أمس، باعتقال أكثر من عشرين إمرأة في مدينة الرقّة بالقرب من دوّار الصّوامع، وذلك على خلفيّة مطالبتهنّ بالإفراج عن أبنائهنّ وأزواجهنّ المعتقلين في سجون الميليشيا، والذين اعتقلوا على إثر الحملة العسكرية التي شنتها قسد ضد لواء “ثوار الرقة” التابع لها، والمشكل في أغلبه من عناصر عربية بقيادة “أبو عيسى”، خلال الشهر المنصرم.
ويُذكر أنّه كان برفقة إحدى المعتقلات أطفالها، إذ كانوا متواجدين مع والدتهم في تظاهرة المطالبة بالمعتقلين، هذا وقد رافق اعتقالهنّ الضرب والشتمّ.
وعلى إثر اعتقال النسوة دعا ناشطون من مدينة الرقّة إلى تنظيم مظاهرات للمطالبة بالإفراج عن النسوة المعتقلات في سجون “قسد” إذ نجحت مطالباتهم وتمّ الإفراج عنهنّ يوم أمس.
ولم يكن هذا النوع من الاعتقال هو الأوّل بالنسبة لقوّات “قسد” والتي أقدمت يوم الإثنين من الأسبوع الفائت على اعتقال امرأة في شارع “الوسط ” في مدينة الطبقة، لكن سرعان ما خرجت مظاهرة للإفراج عن المرأة المعتقلة، وندّدت بممارسات “قسد” التعسفيّة ضدّ المدنيين، وكان الردّ من قِبل الميليشيا بالرصاص الحيّ لتفريق المتظاهرين.
هذا ولا تزال الرقّة ترزح تحت حُكم جائر تفرضه ميليشيا “قسد” منذ سيطرتها على الرقّة قبل تسعة أشهر، حيث تقوم بالتدخّل في شؤون المدنيين، وحقّ تقرير مصيرهم، بالإضافة إلى ملاحقة الشباب لسوقهم ضمن حملة التجنيد المفروضة من قِبل سلطة الأمر الواقع، فيما يُقابل الأهالي هذا الابتزاز بالمظاهرات والتنديد ألا وهو أضعف الإيمان.