الرقة تذبح بصمت
ليس بغريبٍ في بلدٍ يتوالى عليه حُكم التنظيمات والمنظّمات الإرهابيّة أن تنتشر فيه ظاهرة الإتجار بالممنوعات وتعاطيها، فتجارة المخدِّرات أصبحت ظاهرةً معلنةً في مدينة الرقّة وذلك عقب سيطرة مليشيا “قسد” عليها، والتي تتعامل مع هذه الظاهرة بسياسة غضّ البصر، على اعتبار أنّ لها اليد الطولى في تفشّي هذه الظاهرة والتي باتت تؤرق الشارع الرقّيّ، خاصّةً أنَّ الإتجار بالمخدرات هي أحد مصادر دخل سلطة الأمر الواقع والمُتمثِّلة عسكريًّا بقوات سوريا الديمقراطيّة “قسد”، إذ أنّ هناك أشخاص من داخل المنظَّمة أشاروا إلى أسماءٍ بعينها تتعاطى المخدِّرات ويُعتبرون من أصحاب النفوذ، وفي تتبُّعٍ لمراسل الرقّة تُذبح بصمت حول هذا الشأن أفادنا بأسماء وألقاب بعض الأشخاص الذين يقومون بتأمين ما يلزم من تلك المواد والحبوب المُخدّرة، وذكر منهم: “أبو السودة، وموسى الكطوز، وتركي العلّان”، المتواجدين في حيّ رميلة، وشارع الساجية، إذ يقومون بتوفير مايلزم من تلك الموادّ لعناصر “قسد”، ومن يتعاطى من المدنيين.
أمّ عن سعر كلّ صنف ونوع، أضاف مراسلنا: “بأنّ حبّّة كبتاكول يتراوح سعرها بين 600 إلى 700 ليرة سوريّة، بينما 50 غرام من الحشيش سعره 25 ألف ليرة، ويتفاضل عليه الحشيش الأفغانيّ في السعر إذ يصل الغرام الواحد منه إلى 30 ألف ليرة، فيما تُعتبر الحشيشة البعلبكيّة الأعلى سعراً وذلك لأنها تمتلك من مواصفات التأثير ما يفوق نظيرتها الأفغانيّة، وهذا وتتمّ عمليّة البيع والشراء برضى كلا الطرفين وعلناً.
ولم تكن ظاهرة الإتجار بالمخدِّرات جديدة بالنسبة للرقّة، فقد سبق إليها تنظيم داعش، والذي استفاد منها في تمويله، إذ كانت حكراً على عناصره وخاصّةً القادمين من أوروبا، فهو لم يُقدِم على نشرها بين المدنيين كونه يتمتّع بوازع دينيّ في هيئته الخارجيّة.
وفي ظلِّ انفلاتٍ أمنيّ متواصل من قِبل قوّات “قسد” وما تواليها من عصابات يواصلون الحكم على الرقّة حسب ما يتوافر من صنف.