الرقة تذبح بصمت
في حركةٍ مُشابهة لما قام به تنظيم داعش عامّ 2014 من محاصرة للمقرّات، وتصفية لقادات الجيش الحرّ في الرقّة، تقوم اليوم ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المتمثّلة بمنظمتي PKK و YPG، بمحاصرة لواء ثواّر الرقّة، والذي وصف في بيان صادر عنه، أنّ: “مقرّاته في مدينة الرقّة ومحيطها تتعرّض لما أسماه بعمليّة غادرة من قِبل ميليشيا قسد”، والتي بدورها تقوم بالمحاصرة بواسطة عربات مدجّجة بالسلاح، وطالب اللّواء قوّات التحالف وعلى رأسها الولايات المتّحدة الأميركيّة التدخّل الفوريّ لإيقاف هذا العدوان الغادر، ويضيف تقرير اللّواء أنَّه: “يُحمِّل قادة التحالف المسؤوليّة الكاملة عن أيّ تبعات تنتج عن هذه العمليّة، كما وطلب اللّواء من أهالي الرقّة بالوقوف إلى جانبه ضدّ “قسد” وممارساتهم القمعيّة، والإلغائيّة”.
ونكمل من حيث انتهى بيان لواء ثوّار الرقّة ” الإلغائيّة” وهو ما تقوم به ميليشيا “قسد” منذ سيطرتها على الرقّة قبل نحو ثمانيّة أشهر، فهي لم تقم بإلغاء تحالفها مع ثوّار الرقّة، وغيرها من القِوى المساندة لها منذ انطلاق المعركة على الرقّة ضدّ تنظيم “داعش” فحسب، بل تسعى محاولةً لإلغاء آراء الأهالي المدنيين من أبناء الرقّة في حقّ تقرير مصيرهم، ومصير تواجدهم على أرض مدينتهم، وحتّى تقرير مصير النهوض بها، وذلك من خلال سوق الشباب إلى خدمة التجنيد الإجباريّ، وتشكيل العائق في حركة إعادة الإعمار بفرض حجج وأكاذيب واهية من عدم وجود تراخيص صادرة عن سلطة الأمر الواقع.
ولا تزال تتوالى الأخبار تباعاً من محافظة الرقّة حتّى لحظة إعداد هذا التقرير، حيث قامت ميليشيا “قسد” بنصب حواجز تمنع السيّارات القادمة من أرياف المحافظة من دخول المدينة، كما قامت الميليشيا بمداهمة منزل في حيّ رميلة شماليّ المدينة، واعتقلت الشاب “ناصر الشويش” بتهمة أنّ أحد أخوته مقاتل في صفوف لواء ثوّار الرقّة، كما فرضت “قسد” قراراً بمنع خروج الأهالي من منازلهم، ولاتزال أصوات الرصاص المتقطّع تسمع في أحياء الرقّة.
ونذكر أنّ لواء الرقّة تشكّل بعد عامّ من الحِراك الثوريّ في الرقّة عامّ 2011، وكان من أبرز المشاركين في عمليّة تحرير مدينة الرقّة عامّ 2013، وقبلها مدينتي تل أبيض والطبقة.