الرقة تذبح بصمت
لا اعتقاد أنَّ الأسرة الرقيَّة مرّت بظروفٍ أصعب ممّا تمرُّ به حاليّاً على الصعيد الاقتصاديّ من خلال تدبير أمورها الماديّة والمعيشيّة، حيث أنَّ أسواق المدينة التي كانت توفِّر الآلاف من فرص العمل أصبحت اليوم كومة حجارة، ونتج في المقابل الكثير من الشبّان العاطلين عن العمل.
حيث بدأت في مدينة الرقّة تنتشر بشكلٍ كبيرٍ ظاهرة التنقيب في النفايات، إذ أصبحت عوائل بأكلمها تعمل في هذا المجال في سبيل الحصول على لقمة العيش، عوائلٌ بصغارها وكبارها، ورجالها و نسائها، النساء التي تدّعي ميلشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أنَّها تقوم بحماية حقوقها، وقامت بافتتاح عشرات المراكز في معظم مناطق الرقّة، تحت مسمى حماية المرأة ومساعدتها في حياتها اليوميَّة، في وقتٍ تعمل عشرات النساء في مكبّات القمامة من الصباح وحتّى المساء، لكسب لقمة العيش، والذي قد ينتج عن هذا العمل مخاطر صحيّة كبيرة، ناهيك عن انتشار عشرات الألغام في هذه المكبات، إلَّا أنَّ “قسد” كان هدفها الوحيد من هذه المراكز تجنيد النساء و القاصرات حصراً في صفوفها، مستغلِّين العوز الذي يلحق بهذه الأُسر.
بالإضافة لذلك بدأت الميلشيا بتضييق الخناق على أهالي مدينة الرقّة ،وذلك عبر منع دخول شاحنات المساعدات إلى الأحياء التي تشهد مظاهرات متكرّرة ضدّ السياسة التعسفيّة التي تنتهجها الميليشيا، كما حصل منذ عدّة أيّام في حيّ الرميلة، بعد منع “قسد” دخول شاحنات تابعة للأمم المتّحدة إلى الحيّ.