الرقة تذبح بصمت
مع دخول مدينة الرقة شهرها السابع تحت سيطرت مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، منذ انسحاب تنظيم داعش منها، لاتزال جثث مئات الرقيين تحت ركام المدينة المدمرة، ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة، بدأت تنتشر روائح كريهة وعدد كبير من الحشرات نتيجة للجثث المتفسخة في معظم شوارع الرقة.
وفي ظل التقاعس الكبير من قبل سلطة الأمر الواقع الممثلة بمجلس الرقة المدني التابع لمليشيا قسد، والذي تلقى مبالغ كبيرة من الدول المشاركة في التحالف الدولي، لدعم عملية رفع الأنقاض وإزالة الألغام، وانتشال الجثث من شوارع المدينة المدمرة، إلا أنّ التقاعس بدء واضحاً من قبل الجهات المختصة.
هذا وقد شكل مجلس الرقة المدني، منذ حوالي ٣ أشهر، فريقاً مؤلفاً من ٣٠ عامل، اطلق عليه “فريق انتشال الجثث”، مزود بلافتة تحمل شعار المجلس، وبمولدة كهرباء صغيرة، إضافة لحفارة كهربائية وشاحنة من نوع “هيونداي”، وبعد عمل لمدة ٣ أشهر لم يستطع الفريق انتشال أكثر من ٢٠٠ جثة، فيما لاتزال هنالك قرابة ١٢٠٠ جثة منتشرة تحت ركام المنازل، في كافة أحياء المدينة، مما خلق حالة غضب لدى الأهالي العائدين إلى الرقة، عقب رحلة النزوح المريرة في مخيمات الموت التي تديرها مليشيا قسد.
وفي حديث “الرقة تذبح بصمت” إلى أحد الأطباء في مدينة الرقة، قال: “ترك الجثث منتشرة في شوارع المدينة، ربما يفاقم الحالة الصحية المتردية أساساً، حيث ستتعرض تلك الجثث للتفسخ بفعل درجات الحرارة الأخذة بالارتفاع، ما قد يسبب انتشاراً للأمراض والأوبئة كالطاعون والجمرة الخبيثة، وقد تصل إلى المياه المعدة للشرب ما يسبب انتشار الأمراض المستعصية، والتي لن نستطع مجابهتها في ظل الوضع الطبي الضعيف الذي تعيشه المدينة المنكوبة”.
وفيما يقدم مجلس الرقة المدني نفسه، كواجهة سياسية خدمية، معلناً في كل صباح عن حزمة من القرارات الجديدة الخاصة بالاحتفالات ومراسم التجنيد الإجباري، واطلاق سراح عناصر تنظيم داعش الإرهابي، يبقى مدنيو الرقة، ضحية للبروبوغندا التي تبثها قسد عن الديمقراطية والعيش المشترك.