كشفت مصادر إخبارية محلية شرق الرقة عن عزم النظام السوري تشكيل مليشيات جديدة في المنطقة تحت مسمى “درع صناديد الجزيرة”.
واعتبرت مصادر خاصة لـ”عربي21” أن غاية النظام من تشكيلها، إزعاج وإرباك الولايات المتحدة وأداتها “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” في الرقة، تحت عنوان “المقاومة الشعبية”.
وذكرت صفحة “الرقة تذبح بصمت” أن المليشيا الجديدة تتبع للفيلق الخامس التابع للنظام السوري والممول إيرانيا، وأن مقرها سيكون في بلدة “زور شمر” بريف الرقة الشرقي. وأوضحت أن النظام كلف المدعو وليد الشمري بقيادة هذه المليشيا، الذي يعمل على “إغراء الأهالي للحاق بركب المليشيا من خلال تقديم الأموال، مستغلا حالة العوز الشديد التي تسود المنطقة”.
وفي هذا الصدد، عدّ نائب رئيس مجلس محافظة الرقة التابع للمعارضة محمد حجازي، تشكيل النظام لهذه المليشيات بمنزلة “إعلان حرب من النظام وإيران على الولايات المتحدة في الرقة، بشكل غير مباشر”. ورأى خلال حديثه لـ”عربي21” أن النظام يستثمر حالة التهميش التي يعاني منها العرب في الرقة جراء سياسات “قسد” العنصرية، وخصوصا تجاه أبناء العشائر.
وقال حجازي إن النظام سيستفيد من الغضب العارم الذي يسود أهالي الرقة جراء احتلال المليشيات الكردية لمدينتهم، حتى يدفع بهم إلى القتال دون أن يعلن هو الحرب على “قسد” والولايات المتحدة. واعتبر أن فرص النظام للنجاح في الرقة كبيرة، بسبب وقوف غالبية سكان الرقة ضد “قسد” وسياساتها في الرقة، مشيرا إلى وجود حالة من الاحتقان الشعبي في المدينة.
وعلى النقيض من حجازي، ذهب الناشط الإعلامي مهاب الناصر إلى اعتبار أن العلاقة التي تربط النظام بـ”قسد” علاقة قوية مبينة على التبعية المباشرة.
وتساءل: “هل نستطيع الحديث عن صراع بين النظام وقسد في الرقة وغيرها، ونحن نعرف أن قوات النظام سيطرت انطلاقا من مناطق سيطرة قسد على ريف الرقة الشرقي وتوجهت منه نحو دير الزور في العام الماضي؟”.
وأشار الناصر في حديثه لـ”عربي21“، إلى حالة التنسيق والتكامل ما بين النظام و”قسد” في عفرين، وذلك في إشارة إلى إعلان النظام عن إرسال قوات شعبية لمؤازرة الوحدات ضد الجيش التركي والجيش السوري الحر.
وبالعودة إلى مليشيا “درع صناديد الجزيرة” قال الناشط الإعلامي إن النظام يؤسس من خلال هذه التشكيلات إلى طرح نفسه على أنه الطرف الوحيد القادر على بسط الأمن في هذه المناطق التي عانت من ظلم كل أطراف الصراع السوري، وعلى رأسها تنظيم الدولة. وتابع الناصر بأن النظام يريد أن يكسب تعاطف الأهالي، تمهيدا لعودته إلى حكم الرقة من خلال جعل ذلك مطلبا شعبيا.
ويسيطر النظام السوري على مجمل ريف الرقة الشرقي، في حين تسيطر “قسد” المدعومة أمريكيا على المدينة وبقية الأرياف.
المصدر : عربي 21