كشفت مواقع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” الرسمية، الأحد، عن مقتل ثلاثة مقاتلين أجانب بصفوفها من بلدان أوروبية (ألمانيا وإسبانيا وهولندا)، اثنان منهم في عفرين والثالث بدير الزور. وفتحت هذه الأنباء الباب واسعا أمام جملة من التساؤلات حول حجم مشاركة المقاتلين الأجانب في صفوف “قسد” وعن الكيفية التي تستقطب بها الأخيرة هؤلاء المقاتلين من البلدان الأوروبية.
وبسبب التعتيم الإعلامي الذي تفرضه قسد على ملف المقاتلين الأجانب لديها، اختلفت آراء المراقبين الذين تحدثت إليهم “عربي21” حول عدد المقاتلين الأجانب في صفوفها، ففي حين رجح البعض أنه لا يتجاوز عددهم حاجز الـ200، ذهب آخرون إلى أن عددهم يربو على ألف مقاتل.
المسؤول الإعلامي في منصة “neoIRT” الإعلامية جوان رمّو، ذكر أن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف قسد يتراوح ما بين 200 و300 مقاتل، وأضاف لـ”عربي21” أن لهؤلاء القلّة كتيبة خاصة بهم تسمى “كتيبة الحرية الأممية”.
وبشأن كيفية تجنيدهم أشار رمو، إلى الدور البارز الذي تقوم به بعض المنظمات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، مبينا أن تلك المنظمات تقوم بالترويج للحزب في أوروبا، لدفع الشباب الأوروبي إلى الذهاب إلى سوريا، عن طريق المغريات المادية أو الدعائية السياسية المضللة.
الصحفي فراس الديب العامل في وسائل إعلام تركية، ذهب إلى وصف غالبية المقاتلين الأجانب في صفوف “قسد” بـ”الحمقى”، لأنهم يدافعون عن مبادئ واهية.
وأوضح لـ”عربي21” أنهم يعتقدون أنهم يقاتلون “الأصولية الإسلامية” على حد فهمهم المضلل والأحمق لها، مشيرا إلى أن بعضهم من الأعضاء السابقين في شركة “بلاك ووتر”. وبحسب الديب فإن المقاتلين الأجانب في “قسد” ينقسمون إلى قسمين، الأول قلة موهومة بمبادئ واهية، والثاني كثرة من المرتزقة. وعن أعدادهم، قال: “بحسب الأنباء شبه المؤكدة فإن عددهم يقارب الألف مقاتل”.
من جانبه، قسّم الباحث مهند الكاطع المقاتلين الأجانب في صفوف “قسد” إلى ثلاثة أقسام، طبقا لأسباب وأهداف انضمامهم للمليشيات الكردية.
وبحسب الباحث فإن أكثريتهم من عناصر الاستخبارات التابعة لبلدانهم، وقال: “هم يعملون لصالح بلدانهم في المنطقة استخباراتيا”. وتابع لـ”عربي21“، أما القسم الثاني فهم أبناء الأكراد المقيمين في أوروبا قديما، والحاصلين على جنسيات البلدان التي ولدوا فيها.
ووفق الكاطع فإن القسم الثالث هم “مرتزقة”، وهؤلاء إما من أنصار الفكر الماركسي الذين يؤمنون بالعنف الثوري وغالبيتهم ألمان، أو من المجرمين المرتزقة على غرار شركة “بلاك ووتر”. وبشأن المنافع التي تجنيها “قسد” من هؤلاء، رأى الباحث أن الأخيرة تستثمر وجودهم إعلاميا لكسب تعاطف الشعوب الأوروبية، معتبرا أن مشاركتهم في القتال “قليلة وغير فعالة”.
وفي منتصف العام الماضي، نشرت مجموعة عسكرية سمت نفسه “TQILA” صورا التقطت في الرقة ظهرت فيها رايات المثلية، معلنة عن تشكيل أول كتيبة للمثليين في العالم منضوية في صفوف “قسد”.
غير أن “قسد” أعلنت في حينها عن نفيها لوجود مثل هذا التشكيل في صفوفها، لكن بالمقابل، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر مقاتلا يضع علم المثليين وعلم الوحدات الكردية على ذراعيه في آن واحد.
المصدر : عربي 21